ما يتوجب على الإنسان أن يدركه
لابد أن يكون الإنسان ذو قيم يتحلى بها في حياته ،فمتى كان الإنسان صالحا كانت حياته سعيدة ونفسه مرتاحة ومطمئنة.
الإنسان بدون قيم وأخلاق لاشيء في هذه الحياة، فهو بدون قيم كالبهيمة .
فالإنسان لم يخلق لإشباع غرائزه من أكل وشرب وجنس ،بل هو مخلوق مكرم بالعقل ،وأن ما يميزه عن الحيوان هو العقل ، وعليه ينبغي أن يتصرف وفقا للعقل الذي منحه الله إياه.
ومادام الإنسان مخلوقا مكرما توجب عليه أن يتصرف بما يتناسب مع تكريمه، فمتى ساير غرائزه حط من قدره،وصار لا فرق بينه وبين البهيمة .
ولكي تستقيم حياة الشخص ويشعر بالأمان والطمأنينة وتتحقق لديه السعادة، و لكي يصبح الإنسان صالحا وسويا فإنه يحتاج إلى تصحيح تصوراته للحياة ، وعليه أن يدرك أنه مسؤولا عن أفعاله وسلوكياته، ومادام أنه مسؤولا عن كل أفعاله ، لابد أن يعلم أن المسؤولية عن أفعاله تقتضي الحساب والجزاء .
لابد على الإنسان أن يعلم أن هناك ضوابط تنظم حياته وسلوكياته بل حسابا وفقا لضوابط وأن هذه الضوابط هي ما تُعرف بالقيم ، والتي هي: مجموعة من االإرشادات والمباديء التي يتم من خلالها معرفة سلوك الفرد السوي من السيء والصالح من الفاسد.
لقد صار الإنسان لديه موروث قيمي يحدد السلوك الصحيح من الخاطيء؛ بمعنى أن الإنسان في عصرنا الحاضر صار قادرا على تميز الخير من الشر، و يمتلك ثروة معرفية هائلة تبين له السلوك السليم من السلوك الغير سليم.
إنسان اليوم كفرد وجماعة صار ملزما بأن يتحلى ويتمسك بالسلوك القويم ،كون هذا السلوك يعمل على إحياء الإنسانية ككل،لكنه متى اجتاز تلك القيم وعمل وفق أهوائه وقع ضرر أفعاله على من حوله، وأضحى مع مرور الأيام هذا السلوك الفردي السيء يشكل فسادا على المجتمع الإنساني ككل وعلى الحياة في هذه الأرض.
لقد أصبح المجتمع البشري قرية واحدة نتيجة التقدم العلمي والمعلوماتي،وصار الإنسان في الشرق غير قادر على غض الطرف عما يحدث في الغرب .
تعد سنن القوانين التي تشرعن الرذيلة وتشجع على القيام بها ونشرها، جريمة في حق الأنسانية وضد الفطرة الإنسانية التي تأبى ممارسة الرذيلة .
مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه مسؤولية كبيرة.
مسؤولية إن استخدمها بما يرضي الله حصل على السعادة وحقق الأمن والسلام والمحبة في المجتمع الذي يعيش فيه.
تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي حاصلة عندما يدرك الفرد مسؤوليته ويصلح نفسه ويقييم سلوكه .
في هذا الكتاب سأجيب على السؤال الذي يبادر إلى ذهن الكثيرين من الناس ألا وهو : كيف تكون إنسانا صالحا؟
سأقوم بعرض السلوكيات الصحيحة التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها ،وساستعرض نتائج القيام بهذه السلوكيات علي الفرد والمجتمع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.