خاطرة "ما هذا الهراء الذي تقوله؟".. خواطر اجتماعية

سأحكي لكم موضوعًا يعانيه جميع الناس، ولكن تختلف درجة التقبُّل من شخص إلى آخر تجاه ذلك الموقف.

فما هو هذا الموضوع، وكيف تقولين إن الكل يعانيه؟ أليست مبالغة بعض الشيء فيما تقولين؟! 

يا عزيزي وعزيزتي، الموضوع ببساطة يبدأ كالآتي:

نحن البشر بطبيعتنا نُحبُّ المساعدة أيًا كان هدفها إن كانت لغرض حب التعاون، حب الظهور، إلخ.

ولكن في بعض الأحيان عندما نكون وسط مجموعة ما، ويطرح شخصٌ ما مشكلة تواجهه في حياته، ويطلب من كامل المجموعة بعض النصائح لتخطيها، فالمجموعة كلها تأخذ السؤال وتبدأ البحث عن الإجابة في أدمغتها الفذة حتى تأتي بإجابة لم يؤت بمثيل لها من قبل، فنحن بطبيعتنا نعشق الاختلاف والتفلسف أمام بعضنا البعض.

فإذا بكل شخص يبدأ في طرح فكرته، ويحاول بكل ما لديه من قوة إقناع من معه بأن ما يقوله هو الحل الأمثل للمعضلة، فيأتي شخص ما بانتقاد كل تلك الأفكار التي تطرح واحدة تلو الأخرى دون مراعاة مشاعر من طرح تلك الفكرة، دون أن يبالي بمشاعر ذلك الشخص، وقد يكون ذلك الشخص لديه من الهموم ما يكفيه، ويقوم ذلك الآخر بالضغط عليه بأنه لم ولن يقدر على مساعدة أحد في حياته؛ لأنه شخص بلا فائدة ولم يفعل شيئًا في حياته يجعله يستحق الشكر.

فيقوم ذلك الشخص بدفن مشاعره المضطهدة داخله مع همومه تلك، وتبدأ نفسية الشخص في التدهور، فمتى أصبحنا هكذا لا نبالي بمشاعر من حولنا! لماذا نحاول دائمًا التقليل من مجهودات غيرنا دون مراعاة ما يمر به.

فبعد هذه القصة الحزينة التي مررنا ولا نزال نمر بها جميعًا لدي رسالتين، أولاً للشخص الناقد: حاول أن تُغيِّر هذه العادة السيئة؛ لأنها لن تجعل منك شخصًا يحترمه الناس ويقدروه، لأنه يأتي دائمًا بحلول غير مألوفة، ولكن ستتولد لدى الآخرين مشاعر كره وحقد تجاهك، فحاول أن تسمع ذلك الشخص وحاول مراعاة مشاعره، وضع نفسك مكانك فأنت حتمًا لن تتقبل أن يسخر منك الآخرون.

نصيحتي لك ضع نفسك مكان ذلك الشخص الذي تسخر منه، وكيف ستشعر إن قال لك أحدهم ذلك الكلام اللاذع، وإن كنت لا تقصد ذلك وتريد فقط إعطاء النصيحة حتى ذلك الشخص يغير من نفسه، حاول انتقاء كلماتك بأسلوب أكثر رقة حتى تحببه في تلك النصيحة التي سيطلبها منك مرارًا وتكرارًا بعد ذلك.

ورسالتي الثانية لذلك الشخص صاحب النفسية الهشة، الذي يتأثر من كل كلمة يقولها الآخرين: حاول مساعدة نفسك بنفسك في تقبُّل النقد بطريقة لا تجلب لك المتاعب بل خذها على أنها شيء عادي، فلكلنا عيوب وحاول استخدام أسلوب التنقية بمعنى خذ من الكلام ما ينفعك وابتعد عما يؤذيك. ففي النهاية ليس كل ما تقوله الأفواه يعبر عما في داخلنا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مايو 13, 2023, 7:24 م

سلمت يداك✍️موضوع جد مهم👍
أدعوك لقراءة كتاباتي ان أمكن🌷موفقة💖

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مايو 15, 2023, 10:15 ص

عظمه ♥️♥️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 23, 2023, 5:58 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 23, 2023, 1:58 م - محمد أحمد سعيد غالب الشيباني
سبتمبر 23, 2023, 1:28 م - علاء الدين حاتم
سبتمبر 23, 2023, 11:04 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 22, 2023, 11:14 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 21, 2023, 2:11 م - محمد بخات
سبتمبر 21, 2023, 5:20 ص - بوعمرة نوال
سبتمبر 21, 2023, 5:08 ص - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 20, 2023, 12:56 م - مجانة يمينة
سبتمبر 20, 2023, 5:34 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 19, 2023, 6:09 م - ياسر عمر مصباحي
سبتمبر 19, 2023, 1:12 م - بومالة مليسا
سبتمبر 19, 2023, 8:07 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:30 ص - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 19, 2023, 7:11 ص - عزالعرب سلمان
سبتمبر 19, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 18, 2023, 5:28 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
سبتمبر 18, 2023, 7:47 ص - سادين عمار يوسف
سبتمبر 17, 2023, 9:13 ص - مها عبدالمنعم عوض
سبتمبر 16, 2023, 4:04 م - عبد الله عبد المجيد طيفور
سبتمبر 16, 2023, 12:14 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
سبتمبر 16, 2023, 6:56 ص - رهف ابراهيم ياسين
سبتمبر 14, 2023, 7:27 م - محمود إبراهيم حفنى
سبتمبر 14, 2023, 7:03 م - زكريا عبده عمر عبده
سبتمبر 14, 2023, 11:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 14, 2023, 8:53 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
سبتمبر 13, 2023, 6:16 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 12, 2023, 9:10 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 12, 2023, 8:36 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 12, 2023, 7:28 ص - شروق محمد العمري
سبتمبر 11, 2023, 6:11 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 11, 2023, 5:48 م - أ . عبد الشافي أحمد عبد الرحمن عبد الرحيم
سبتمبر 11, 2023, 11:19 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 11:00 ص - البراء القاضي
سبتمبر 11, 2023, 9:35 ص - هاني ميلاد مامي
سبتمبر 11, 2023, 6:13 ص - ايمان مسعد الحربي
سبتمبر 10, 2023, 6:27 م - مصطفى ضياء
سبتمبر 10, 2023, 4:24 م - جود معاذ الرفاعي
سبتمبر 10, 2023, 2:12 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 10, 2023, 1:36 م - أنس مروان المسلماني
سبتمبر 10, 2023, 11:47 ص - بوسلامة دعاء خولة
سبتمبر 10, 2023, 11:09 ص - رمضان سعيد احمد حامد
سبتمبر 10, 2023, 7:06 ص - ياسر حسين
سبتمبر 10, 2023, 7:05 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 8, 2023, 12:08 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 7, 2023, 1:56 م - محمد محمد الملاحي
سبتمبر 7, 2023, 12:06 م - عهد عهد العهد
سبتمبر 6, 2023, 6:51 م - عبد الله أحمد السَّكبي
سبتمبر 6, 2023, 6:29 م - سمر حسن العزايزه
سبتمبر 6, 2023, 10:37 ص - رزان عمر عبدالله الحاج
سبتمبر 6, 2023, 6:10 ص - عبدالعزيز مسعود ناصر مسعود الجرادي
نبذة عن الكاتب