خاطرة «ما بين الماضي والحاضر».. خاطرة اجتماعية

الحياة قبل عام 2000 مختلفة اختلافًا كبيرًا عن الحياة ما بعد عام 2000، فهي مختلفة على عدة أصعدة، سواء من الناحية الاجتماعية أو التكنولوجية أو الاقتصادية.

اقرأ أيضًا: خاطرة «رجال من ذهب».. خاطرة إنسانية

الحياة قبل عام 2000

الحياة قبل عام 2000 لم تكن بها هواتف محمولة. كانت الهواتف الثابتة هي الوسيلة الأساسية للتواصل، وكانت الرسائل البريدية والمحادثات وجهًا لوجه أكثر انتشارًا؛ ما كان يعزز معرفتك بالشخص الآخر أكثر بكثير. 

والتلفزيون كان متاحًا لكنه كان محدود القنوات، وكانت محطات التلفزيون تعرض برامج بالأبيض والأسود في كثير من البلدان، وكانت الأسرة تلتف حول التلفزيون في أوقات برامج معينة؛ ما كان يتيح للأسرة التقارب من بعضها بعضًا.

 والإنترنت لم يكن موجودًا، وكان الناس يعتمدون على الكتب والمجلات مصدرًا رئيسًا للمعلومات.

والتجمعات العائلية والمناسبات الاجتماعية كانت أكثر شيوعًا، وكان الجيران والأقارب يتفاعلون على نحو أكبر مع بعضهم بعضًا في حياتهم اليومية.

والعلاقات الاجتماعية كانت أكثر بساطة، وكان الأفراد يقضون وقتًا أكبر في التواصل المباشر مع بعضهم بعضًا.

وكانت معظم الأعمال تتم على نحو تقليدي، وكانت الوظائف غالبًا ما تتطلب جهدًا جسديًّا أكبر.

وكانت المدارس تركز على التعليم الأساسي، مع قلة استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية. فالكتب الورقية كانت المصدر الرئيس للتعليم. 

الحياة بعد عام 2000

أما عن الحياة بعد عام 2000 فقد انتشرت الهواتف المحمولة على نحو واسع، وبدأ استخدام الإنترنت في المنازل والمؤسسات؛ ما غير طرائق التواصل والوصول إلى المعلومات. 

وقد ظهرت قنوات فضائية متعددة الجنسيات، وظهرت وظائف جديدة تعتمد على الإنترنت.

وبدأ استخدام التكنولوجيا في التعليم، مع وجود أجهزة حاسوب في المدارس، وظهور التعليم الإلكتروني، والتغيرات في المناهج شملت مهارات جديدة تتعلق بالتكنولوجيا والاقتصاد العالمي.

باختصار أيها السادة فالحياة قبل عام 2000 كانت أكثر بساطة، وتقليدية، مع التركيز على التواصل المباشر والأنشطة اليدوية. في حين شاهدنا بعد عام 2000 بداية التحول الكبير نحو التكنولوجيا، والاتصال الرقمي الذي أعاد تشكيل كثير من جوانب الحياة اليومية، مع تقليل التواصل الاجتماعي المباشر بين الأفراد. 

ومع هذا التغير الكبير بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مثل البريد الإلكتروني والمراسلات الفورية تزداد شعبية؛ ما أدى إلى تغيرات في كيفية تواصل الناس، وتكوين علاقات بينهم. كل هذا أدى إلى تغير نمط الحياة في المجتمعات الحضارية، مع تقليل التواصل الاجتماعي المباشر، وبدأنا نلاحظ وجود عزلة بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين أفراد المجتمع الواحد.

ثم نتساءل: كيف وصل بنا الحال إلى هذا الوضع؟ ولا نجد إجابة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة