خاطرة «ما أطول الليل وما أقصر العمر!».. خاطرة وجدانية

ما أطول الليل وما أقصر العمر!

قد تمر الفصول الأربعة وأنت لم تزهر ولم تثمر ولم تتساقط أوراقك اليابسة، وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى فصل خامس تضعه تحت المسمى الذي تعيش فيه إن كان فصلًا للحنين أو فصلًا للبكاء أو فصلًا للعطاء، تمر بنا تلك الأيام ونحن لا نزال لا ندرك ما كسبنا أو خسرنا، وحده الوقت من يثبت هذا، فحين تنظر بعين الإيجاب والقبول ترى أن ما تمر به إنما هو هيكلة لواقع عشته أو تعيشه وربما قد تعيشه، أما إذا ما نظرت بعين التردد وعين الفضول، فلن ترى إلا مسيرة من عمرك تهجرك من فصل أو من فصول، قد لا ندرك ما نحن فيه إلا حين نكون فيه، نحن أناس لا نقف على أقدامنا بل نقف على قلوبنا؛ لذا قد ترفعنا إلى السماء كلمة واحدة، وكلمة واحدة ربما تهوي بنا إلى الحضيض.

اقرأ أيضًا: خاطرة «ذاكرة كالممحاة: لا ألتفت».. خواطر وجدانية

وفي كلتا الحالين ستقف منبهرًا أمام الحالين مستغربًا مما وصلت إليه، أحقًا أنا قطعت تلك المسافات ولم أصل إلى وجهة محددة؟ نعم ذاك ما ستقوله حينما تنظر إلى الوراء، ولا ترى إلا سنين مضت، ولا نزال كما كنا، نُرمى ونرتمي في مطبات العمر المنكسرة، ويبقى داخلك صوت ينادي: أهذه مهلكتي أم هذه منقذتي؟ ولم تصل إلى جواب محدد ولن تصل، أنت لم تستطع أن تعيش فيه بعد، وقد تقف في يومٍ ما عند مفترق طرق، وتقول في نفسك: إلى أين المسير يا ترى؟ لا قديم عاد يصدمنا ولا جديد عاد يدهشنا؟

هذه الحيرة والصراع مع نفسك لا بد أن تمر في مرحلة من عمرك تكون بها قد أُقفلت أبواب الأرض بوجهك، وانت لا تزال تطرق بكل أمل جدرانًا.

تمضي بنا الأوقات لا البوح فيها أراحنا، ولا من الكتمان فيها ربحنا، أشعر أحيانًا أن الليل يجمع الهموم أو قد يوقظها.

صحيح أن نهاري الذي مررت به لا يختلف شيئًا عن ليلي، لكن ذاك الليل الطويل ما عاد ينجلي، ولا الصبح منه بأفضلِ يوم، ما عاد فيه أرواح تغمرنا، ولا ظلام به ليل يُقمرنا، قد ترى نفسك تذهب وتعود، أو لا تزال تعيش على كذب الوعود؛ لذا أتركها تأتي كما قد قدرت لي، فذاك أفضل من أن أنشغل بها، ولن يأتيني إلا ما كتب لي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

ألا أيها الليل الهائم بالسكون رفقا
على من قتلته الظنون خوفا
أهرب إليك منك وأنا الخائف منك
من طعنة بالامس كانت منك
لم تسلم النفس حاضرا من سهمها
صدق احساسك هو من دفعنى لكتابت
هذة الكلمات. دمت مبدع
استاذى الفاضل
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هذه الكلمات مملوءة بالحزن والرقة دمتي لنا ذخراً وفخرا ولك الشكر على صدق احساسك وجمال كلماتك واشكرك على مشاركاتك الجميلة وكلماتك الرقيقة قد استوحيت من إحدى الخواطر التي كنت قد شاركونا به قصيدة اسميتها رقة كلمة قد تتواجد هنا في أي وقت واخيرا اقول لك كل الشكر والتقدير عزيزتي
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة