في بعض الأحيان يعتريك شعور مريع لا تفسير له، هكذا يهجم عليك ويتملكك، يأخذك كلك ويسكن ذاتك، شعور تستصعب معه عمل كل شيء حتى الكلام لا تقوى عليه، حتى النظرة تهرب بها بعيدًا محاولاً عدم التفسير أو الشرح أو حتى التوقف والاعتراف.
ماذا لو تكرر السؤال...
ماذا لو توقف الزمن في تلك اللحظات، ماذا لو أن كل ما يدور ويتكتك تجمد مراعاة لك، لأنك وأنت في تلك الأزمة لم تعد تعمل.. إنك انفصلت عن الجميع وأظلمت بقعتك على خط الزمن، كل النقاط مضاءه إلا زاويتك ماذا لو أظلموا لأجلك؟
ماذا لو أن أرضك التي تقلك وسماؤك التي تظلك التفتت إليك ورمقتك بتلك النظرة الرحيمة المؤيدة السائلة عنك بلهفة وشوق؟ ماذا لو خضت في المجهول فرأيت العجب؟
ماذا لو طوي المكان وأصبح غير المكان والعباد غير العباد ماذا لو؟
لو يا صاحبي تفتح باب الشيطان لأنها تمنيك الأماني المستحيلة تجعلك فريسة لأهوائك وأحلامك غير المعقولة التي لا ولن تكون في أرض الواقع، لأنك في تلك اللحظات استحوذ عليك شيطانك وتضاءل إيمانك، لأنك في تلك الرزية ابتليت بأنواع البلايا كلها احتلتك، تقاذفتك كالأمواج بالسفينة أو كرة مهترئة بين أرجل الصبيان في الشوارع والحارات الضيقة المعزولة.
لو هذه.. إنها بمثابة إعلان وفاه لك، نعم فإن القلب العامر لا ينضب ولا ينتهي ولا يحكم على نفسه بالنفاد أبدًا، إنه في أحلك الظروف يتناقص ولا يجف، إنه دائمًا في عمل ونظر وتفهم وتدبر.
إنه يمد صلات القربى مع الجميع، يقابل هذا ويساعد ويساند ذاك، ويشارك ويتلطف ويمهل ويربت ويتحمل.
إنه دومًا في تفاؤل يترقب؛ لأنه بالدعاء مؤيد، لن يخيب من تعبد وتأمل، وسقى روحه ماء يتفرد يثلج ويبرد وينعش وينشط ويتركك بحبلك الممدود تتمسك.
إن لو لا تريك النور وأنت في الأصل مهد الأنوار لأنك نور على نور، نعم المؤمن أنواره دائمًا من عند الرحمن تتقوى وتتعاظم وتستمر.
لو تنشر الأحزان والملل والقنوط والجزع واليأس واللوم والسخط وانتهاء الأمر، إنها سواد مهلك وظلام حالك وباب موصد.
في تلك الأزمة لا تقل لو بل قم وتوجه إلى ربك صل وتضرع وتذلل،
قم واخرج وتصنع السعادة حتى تتلون روحك فتسعد.
قم واعمل واسعَ وتودد وتطلع للأفضل والأجود، قم وارتبط بمحيطك بمجتمعك، لن تجني شيئًا إذا أنت تراجعت ورفضت وتسمرت في مكان واحد.
قم وأجزل العطاء وتطلع إلى العلياء واستبدل التعساء بالسعداء، واسترجع أنفاس الربيع في عز الشتاء، وإن غلبك قضاء وقدر واستحكمت عليك حلقاته فقل: قدر الله وما شاء فعل فإن قدره كان في الأزل فنزل فارض وتقبل، وما يكون في الغيب والمستقبل إن تغيرت نظرتك للأمور بالإمكان أن يتغير، وما هو كائن بك ولك في هذه الساعة هو نقطه التحكم فاشتغل بها ولا تتعلل.
يقول الشاعر
ما مضى فات والمؤمل غيب ** ولك الساعة التي أنت فيها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح باب الشيطان).
مارس 21, 2023, 6:00 ص
أحببت المقال... بالتوفيق ان شاء الله ... أدعوكي ان احببتي لقراءة مقالاتي...
مارس 26, 2023, 5:23 ص
شكراً عزيزتي ...
يسعدني الإطلاع على مقالاتك...
وفقك الله .
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.