Luajin Al-abdulkarim أكتوبر 16, 2022, 1:15 م

بقايا ليلة متراكمة

ذات ظهيرة.. استيقظت ولم تكن عادتي الاستيقاظ متأخراً، أشعر بتيار دافئ، رائحة عطر تهزّ جسدي، حالة من التجلي والسمو الروحي.

أشعر بأنني أرحل إلى عالم أعذب، أبصرت المحيط حولي، الساعة تشير إلى الثانية ظهراً!!

اللوحة التي بدأتها منذ ليالٍ ما تزال ماكثة في مكانها باهتة الملامح، الفرشاة حيث أسقطتها، الألوان مبعثرة، نصف كوب الشاي ممتلئ.

ما المعضلة التي حدثت هنا؟

لماذا لم يعُد يزعجني منظر بقايا الأمس؟

أشعر بثقل في جسدي وأنا أحاول النهوض، كم من الوقت ظللت نائماً؟

بعد حمام بارد أعاد لي ما أخذته مني البارحة، حضّرت القهوة، وجلست على المنضدة أتصفح جريدة اليوم التي لم تخلُ من التراجيديا، حيث العراك المستمر بين روسيا وأوكرانيا، والقمع مستمر على النساء في إيران.. يا لها من حياة لم تكن ممهدة ولا صافية على الدوام.

وقفت في تأهب للعالم الخارجي، مع توسّع فتحة الباب ودخول الهواء الناقل لصخب المحيط، ضجيج المحركات، تتابع أقدام المارة غفي عجل، تهاوي أجزاء البنايات في عملية لإعادة هيكلتها.

الناس غارقون في صغائر الأمور وأبسطها، فأكبر الهموم كانت في الفجوة المتنامية بين ما يملكه المرء وما لا يملكه، فترى البعض كثير الرثاء على نفسه ويندب الحظ ويشتم الظروف.

هل جاء اليوم الذي لا يكدر فيه مزاجي من زحام الشوارع وتثار أعصابي من كلمة نابية؟

جاء دوري في استلام رغيف الخبز ومع كل قدم أخطوها أشعر برائحة الطحين مختلطة بدخان الأفران، أيادي مغلفة بالعجين وأخرى ملطخة بالفحم، تأملت مطولاً واستيقظت بالتربيت على كتفي لألتقط رغيفي، كأنما أفقت من لحظة صفاء وانفصال عن الواقع!

متعة لا توصف لمسكنات غير علاجية..

اقرأ أيضاً

- خاطرة تناقضات بين الواقع والخيال

- خاطرة.. أحب أن أسميها تخاريف (الكمال)

استكشف المزيد حول خاطرة وجدانية الروح التأمل

بقلم Luajin Al-abdulkarim

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة