خاطرة "لمحات من الماضي".. خواطر وجدانية

مر وقت كثير منذ آخر مرة كتبت فيها شيئًا ما على فيسبوك؛ والسبب بكل بساطة ودون أي تعقيدات هو أن لا أحد يهتم بما أكتبه؛ لأنني أنا أيضًا لا أهتم بما ينشره الآخرون على صفحاتهم، إلا في حالات قليلة جدًّا. ومن أجل ذلك فوجودي على منصة مثل فيسبوك قليل جدًّا، والتواصل مع الآخرين يكاد يكون معدومًا.

وأنا أفكر: لماذا يضيع الناس كثيرًا من الوقت على منصات التواصل الاجتماعي؟ قد يكون السبب هو الشعور بالوحدة.. أو الملل.. أو حتى العمل.. وربما لأجل العمل والبحث عن فرص عمل جديدة.. وربما من أجل شيء جديد يبحثون عنه ولا يعرفون عما يبحثون.

لست متيقِّنا من هذا الأمر، لكني متيقن أن الإنسان إذا وجد شيئًا يسعده؛ صديقًا، حبيبًا، عملًا ما، ينسى ذاته وينسى الوقت الذي يمر.

أتذكر الأيام القديمة عندما كنت في المرحلة الإعدادية من التعليم، وكان لديَّ ثلاثة أصدقاء أذكياء وكانوا رجالًا بحق، ولم يكن هناك ما يحدث هذه الأيام في التجمعات الخاصة بالأصدقاء وهو أن يجتمع الأصدقاء سويًّا، وكل شخص ينظر إلى هاتفه ويتصفح المواقع. 

كان التجمع مع الأصدقاء وقتها ممتعًا.. تدور الأحاديث والنقاشات حول فكرة ما أو قضية اجتماعية. ويلقي بعضنا النكات ونضحك سويًّا، أو يتلاعب البعض الآخر بالألفاظ ويوقعنا في مشكلة.

كنا وقتها نلعب ألعابًا فيها بعض الحركة؛ كرة قدم، تنس طاولة، أو حتى بلايستيشن.

والآن وقد كبرنا وبعضنا متزوجون مثلي، ومنا من سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويعيش هناك.

وأيضًا هناك من يعمل موظفًا أو يدير مشروعه الخاص مثلي، ويكاد ينعدم التواصل (لا أعرف السبب)، ولكن في القلب والذاكرة كلُّ شخص له مكانته، فعندما تسمع أخبارًا مفرحة عنهم، تتمنى لهم كل السعادة والنجاح الدائم.

أتذكر وقتها أن الكلام بيننا كان دائمًا بصيغة الجمع، وليس أنا، وكثير من الأنا موجود في هذه الأيام. لم يكن أحد يفكر وقتها ما الذي أستفيده من هذه اللقاءات، كان يوجد دعم وتشجيع حقيقي. وعندما تفشل قصة حب لم يكن للألم مكان في القلب، وكنا ننسى لأن هناك رجالًا حقيقيين يقفون وراء ظهورنا.

الحياة أخذت مجراها 

لكن ما أريد أن أقوله لك إن وقتك أغلى ما تملك في الحياة؛ فلا تبدده في التفاهات، وابقَ دائمًا بجانب من تحب، كن معهم.. كن مع الذين يحبونك ويقدرونك بصدق.

واعمل بجد على تطوير نفسك، ليس لأجل إثبات أي شيء لأحد، وإنما من أجل أن تكون ذا شخصية أفضل، وعندما تنظر للماضي تقول بكل فخر أنا أفضل من نفسي في الماضي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

كم هى جميلة ورائعة كلماتك
حقا وأنت صادق في حديثك
هناك أشياء لآ ولن تنسى
رغم مرور الزمان
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا لذوقك ولتشجيعك
حقيقي كلامك اسعدني
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

حقيقي السوشيال ميديا أخذت من وقتنا أكثر مما تستحق وهي أقل بكثير مما يعطيه الناس لها من وقت ، السوشيال ميديا تفيد فقط في الاخبار والعمل أما غير ذلك فيجب أن يكون وقتنا ملكا لنا ولمن يهتمون بأمرنا من أقارب وأصدقاء ، تراثنا وثقافتنا كانت أجمل بكثير مما تصدره لنا السوشيال ميديا ، ثقافتنا كانت قائمة على الستر واحترام الخصوصيات ،
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

من أفضل ما قرأت برغم البساطة فهو ملئ بالدفئ احسنت النشر تمنياتي لك بمزيد من التوفيق✌️🤛🤜
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة