احمد عبدالله محمد درويش مارس 27, 2023, 2:16 م

خاطرة "لماذا نغضب؟".. خواطر أدبية

لماذا نغضب من الآخرين؟ ببساطة للتوقع المنتظر منهم، فرضية أن فلانًا ذا الأسلوب اللطيف سوف يكون أمينًا في رد مبلغ مقترض في الموعد المحدد قياسًا على لُطف أسلوبه، هو قياس وتوقُّع غير صحيح نهائيًّا، ولو فكَّرنا في حال المحتالين لوجدنا أنهم يتميزون بحسن الأسلوب وحلاوة الكلام.

لا تبنِ على الأسلوب الحسن، أمانة رد الأموال، بل لا تبنِ على أسلوب قد يكون كذلك من الشخص نفسه فى المواقف المختلفة. فكم تفاجأنا من الناس وعبَّرنا بعبارة: (فلان شخصيته تغيرت) لا.. الحقيقة هو لم يتغير.. لكن أنت الذي تبني فرضية مطلقة تجاه الشخص لمجرد أسلوب معين منه، وهذا أيضًا على الأسلوب السيئ، لا تبنِ عليه حكمًا مطلقًا أن هذا الشخص سيئ بالمطلق.

القياس التوقعي المنضبط هو أن تحكم على الشخص في كل مواقفه بطريقة مستقلة. بمعنى إن أحسن التعامل في موقف فعليك أن تقول إنه أحسن في هذا الموقف، وإن أساء تقول إنه أساء في هذا الموقف وليس على الإطلاق.

قد يسأل القارئ: هل هذا هو المقياس الصحيح فقط؟

هذا المقياس التوقعي المنضبط يجنبك سوء الظن أو حسن الظن مطلقًا، وبالتالي الغضب من الآخرين.

ولكن أريد أن أُضيف لهذا المقياس، ذكاء البناء، أي القياس البنائي التوقعي المنضبط المستقبلي.

سيكون على عدة عناصر:

أولًا: كم الإيجابيات وكم السلبيات من هذا الشخص.

ثانيًا: تحليلك لكلماته وتصرفاته (للمزيد يرجى الرجوع لمقالي السابق.. لا تتجاهل كلمة أو تصرفًا من الآخرين).

ثالثًا: أن تكون محدد الأهداف التي تريدها من الآخرين وبعيدًا عن عشوائية العشم والسذاجة والتضحية مخافة إغضاب الآخرين.

رابعًا: لا تثق إلا بضمان، بمعنى لا تبنِ على تصرف جيد أن تعده صديقًا إلا وأنت تعلم كيف إن وجدته لا يستحق ذلك أن تحذفه من حياتك دون خسارة. فدائمًا يوجد ضمان لعدم الخسارة كخسارة أسرارك معه، أو خسارة إقراضه مالًا.

مثال:

س قد قابل ك بالقطار ووجد س أن ك حسن الأسلوب. وعليه أعطى س رقم هاتفه لـ ك وتفاجأ س أن ك يتصل به الساعة الواحدة صباحًا يحكي له أنه متعذر ماديًا ويطلب منه أن يقرضه مبلغًا من المال.

تحليل المثال:

أخطأ س عندما بنى على حُسن أسلوب ك ألا يوجد مانع من إعطائه رقمه الشخصي، والخطأ هنا لأنك لا تعرفه جيدًا وليس لديك محصلة إيجابيات وسلبيات عنه ولم تتعود على تحليل كلماته وتصرفاته، ولم تكن محدد الهدف في التعامل معه.

وبالتالي كانت العواقب غير مرضية، اتصال مزعج في وقت مقلق، وطلب مبلغ دون سابق معرفة أو ضمان للرد.

بقلم احمد عبدالله محمد درويش

كاتب مصرى، له عمل فنى بعنوان يوم فى السلطة على اليويتيوب، خريج كلية الاداب قسم علم النفس جامعة الاسكندرية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة