خاطرة «لماذا نخفي مشاعرنا؟».. خواطر إنسانية

للمشاعر دورٌ مهمٌ في حياة الناس؛ لما لها من تأثير على حياتهم وعلى تفاعلهم مع الآخرين.

كل إنسان يعيش في الغالب مع أناس يحبهم ويحبونه، ولكن للأسف لا نظهر هذا الحب ولا تلك المشاعر؛ ربما لسرعة الحياة وتناقضات الواقع، ربما لأننا نتحرج من إظهار هذه المشاعر، أو لأننا نظن أن هذا يُنقص من قدرنا أو يُقلِّل من احترامنا لبعضنا، ربما لإظهار القوة وإخفاء الضعف.

وللأسف الشديد نُظهر بعض هذا الحب وكلمات التعاطف وتلك المشاعر الدفينة عند المرض أو الموت، ونتذكر وقتها كم كان هذا الفقيد أو المريض إنسانًا طيبًا ونحبه وفيه من الصفات الطيبة الكثير!

وهنا يطرح السؤال نفسه لماذا نخفي مشاعرنا؟ لماذا لا نصارح أنفسنا وغيرنا بكلمات من شأنها تغيير حياتنا إلى الأفضل؟

فمثلًا الحب بين الزوجين كشجرة تحتاج إلى سقي ورعاية واهتمام، وسقيا هذه الشجرة ورعايتها يكون بكلمات الحب ومشاعر الود بينهما وإن كان ببعض المبالغات؛ كقول الزوج "أنت أجمل امرأة في الدنيا"، وقول المرأة لزوجها "أنت حبيبي وسندي"، وهكذا يدوم الحب وتستمر العلاقة وتقوى شجرة الحب.

الحب بين الناس (إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره)، أخاه هنا الأخ غير الشقيق فما بالنا بالأخ الشقيق؟ والأخت والأب والأم والزوجة. هذا الحديث يُشير إلى معنى مهم يُحْدِث الأثر الأكبر في علاقة المؤمنين بعضهم ببعض، كما ينشر المحبة، وهو أن يخبر أخاه أنه يحبه، وهذا يفيد المحافظة على البناء الاجتماعي من عوامل التفكك والانحلال عن طريق إشاعة المحبة بين أفراد المجتمع، وتقوية الرابطة الاجتماعية، وهذا كله يتحقق بفعل أسباب المحبة كتبادل الإخبار بالمحبة بين المتحابين.

أظهروا مشاعركم ومكنونات صدوركم لأحبابكم وإخوانكم؛ فالحياة ستتغيَّر إذا عبَّرنا عن مشاعرنا وأظهرنا الحب بكلمات رقيقة عذبة مهذبة.

ومن جمال ديننا أن الكلمة الطيبة صدقة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وكأن الإنسان يُثاب على الكلمة والابتسامة التي تُشيع المحبة والخير في المجتمع، وإلا أصبحت الحياة جافة لا روح فيها.

ومن العمل الصالح نشر الحب وزرع الود وتأليف القلوب وجمعها بالكلمة والمشاعر الطيبة؛ حتى تستمر متعة الحياة، فالحياة دون جمال وحب وقلوب صافية حياة كئيبة لا روح فيها، لنعيش حياتنا بالأمل والتفاؤل وحسن الظن، ونترجم ذلك على أرض الواقع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة