خاطرة "للملائكة البشر".. خواطر وجدانية

وأنت في هرولتك في خضم أقدارك.. لا تنذهل ممن يمدون أيديهم بلطف؛ الذين تتسع أكفهم أرق الكلمات براءة..

اربت بلطف على حنايا أرواحهم فالأرواح أضحت في هذا الزمن شظايا، يجبرها أقل ود...

كن نسمة حب في هذا العالم الموجوع المعجون بالأسى..

هم كنسمات صيفية منعشة جابرة ينثرون حولهم الحب، بل ويشعرون بالفرح ويتوجونك ملكًا له.

شكرًا لكم أيها القلائل، للملائكة البشر لمن خُلقوا دواءً وبلسمًا.. امتنانًا عميقًا آسرًا لمن لقي في سراب أيامنا فننًا، وفي صحراء روحنا واحة، وفي بقايا عمرنا بعض الجمال.

أذكرُ يومًا عندما كنت معلمة.. كنتُ أمر بظروف صحية صعبة،  وكنتُ أُدرِّس المرحلة الثانوية، وأُجبرت  على تدريس شُعبٍ لم أرغب في تدريسها.. وبعد مناورات مع الإدارة استلمت أضعف الشعب أكاديميًّا، أسقط في يدي وشعرت بالإحباط الغامر.. ودلفت لفصلهم وأنا في قمة بؤسي، وكانت مشاعري الداخلية اتجاههم منعكسة في أصداء تعاملي وخلجاتي وكلماتي... حتى ثنائي لهم كان معدمًا مما انعكس ذلك عليهم بجمود معي وسلبية شديدة.. 

وفي يومنا التالي.. وكعادتي في مكتبي قبل الطابور، دخلت إحدى طالبات ذلك الفصل مبتسمة مبتهجة تطوى السعادة بين جنباتها  طيًّا، ألقت للجميع تحيتها.. وخصتني بعد ذلك بالسلام.. وأنها بذلت جهدًا شديدًا سعيدًا لإنجاز مهام الواجب وترجو أن يسعدني ذلك.. وكأنها فراشة دخلت عرين أسد.. 

شكرتها وشعرت بعد وداعها جبال من الجليد زالت عن قلبي، خرجت ولا أعلم كم من الدمع سكبت لحظتها.. كل ما أدركته هو حجم خطأي، وأنه وإن كنت تحمل بين جنباتك ظلمات العالم.. أوقد النور ستضيئ روحك.

شكرًا مريم طالبتي الملاك، أشعلتِ في قلبي جذوة لطف لن تنطفئ.. جددتِ إنسانيتي ونواياي الطاهرة ونفسي، التي اعتادت النبل.. 

بعدها علمتُ معنى أن تكون عابر سبيل في هذه الحياة كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. لن تحمل الآصار فوق كتفيك ستغدو الحياة هينة لينة.. والهموم مؤقتة وستنشر لطفك وخيرك لأنك مغادر تحمل بين دفتيك أجمل معاني الحياة.  

شكرًا مجددًا للطيبين كلهم لأنكم أذكيتم في جذوة الروح.. رَوْحا.. سنيًا.. هانئًا.

شكرًا أبيضًا ناصعًا كجمال السلام  

فاللطف كلمة... والحب كلمة..

فالشكر والحب لكم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 29, 2023, 7:31 ص - سادين عمار يوسف
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 10:56 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 18, 2023, 8:09 ص - شيماء عبد الشافي عبد الحميد
نوفمبر 17, 2023, 6:13 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 6:01 م - كامش الهام
نوفمبر 15, 2023, 2:57 م - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 15, 2023, 12:21 م - ساره محمود
نوفمبر 15, 2023, 11:00 ص - يغمور امازيغ
نوفمبر 15, 2023, 9:50 ص - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 15, 2023, 8:56 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 15, 2023, 7:54 ص - عمرو عبد الحكيم عوض التهامي
نوفمبر 14, 2023, 4:39 م - رزان الفرزدق مصطفى
نوفمبر 14, 2023, 4:16 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 14, 2023, 1:22 م - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 14, 2023, 9:41 ص - أسماء مداني
نوفمبر 14, 2023, 6:27 ص - أسماء منصور علي
نوفمبر 14, 2023, 5:24 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 12:03 م - سندس إبراهيم أحمد
نوفمبر 13, 2023, 11:17 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 13, 2023, 6:43 ص - رؤى مالك القاضي
نوفمبر 12, 2023, 2:15 م - ميساء محمد ديب وهبة
نوفمبر 12, 2023, 9:02 ص - فاطمة حكمت حسن
نوفمبر 12, 2023, 8:47 ص - حسن خليل سعد الله
نوفمبر 12, 2023, 6:13 ص - شهير عادل الغاياتي
نوفمبر 12, 2023, 5:58 ص - موبارك حورية
نوفمبر 11, 2023, 3:32 م - حسام الدين محمد حافظ حسين
نوفمبر 11, 2023, 1:20 م - فاطمة محمد على
نوفمبر 11, 2023, 8:03 ص - نضال الغفاري فضل السيد
نوفمبر 11, 2023, 6:57 ص - اكرام لهواسة
نوفمبر 9, 2023, 12:00 م - اسامه سراج خالد
نوفمبر 8, 2023, 4:43 ص - شهاب الشهابي
نبذة عن الكاتب