الموت لا يعرف المزاح، قد تعبث أو تتهور وتعتقد أنك القادر على تحدي الموت، لكن اعلم جيدًا أن الموت لا يُفرِّق بين كبير أو صغير، وهو منك قريب ربما على بُعد خطوة.
ربما يُصيبك المرض ويستبد الخوف بشخصك الهزيل، لا أقصد أن تصبح هزيلًا بدنيًّا بل فكريًّا، لكنك أردت أن تُجرب لعبة الموت، أو تمزح بأنك يُمكنك أن تنتصر على الموت، وتزعم «عمر الشقي بقي»، كما يقول المثل الشعبي المتوارث بين الناس، إن فلان أفلت من الموت بعد أن كان قاب قوسين منه.
ربما أمهله القدر، ولم يعصف به، على الرغم من محاولاته المتعددة العصف بنفسه، وارتكب من الحماقات العدّة ما جعلت الجميع يندهش، وهو في حالة من عدم المبالاة، ويسخر بكل من يسدي له النصح ويقول إن العمر واحد.
فليس لأن العمر واحد أن يتصرَّف باستهانة واستهتار؛ لأن كل واحد منا له رسالة في الحياة، ولم يخلق عبثًا أو كمالة عدد كما يصدر له البعض هذا المفهوم الغبي، فالمكونات حتى لو كانت بسيطة لها أهمية.
بالتالي أقول لمن يلعب لعبة الموت: انتبه لأن القدر أعطاك مساحة من الزمن؛ حتى تراجع أوراقك جميعها، وصبره عليك رحمة منه، فلا تبالغ في مثل هذه التصرفات البلهاء التي يُمكن أن تمحو تاريخك في لحظة تهور.
وإن كان كما يقال "كُتب لك عمرًا جديدًا"، وهو قول أراه عار من الصحة، لكن موعد موتك لم يأتِ بعد، ولذلك استغل الفرصة الممنوحة لك، وأعد تغيير جغرافية حياتك من جديد؛ حتى تُقدِّم ما يُمكن أن يعد لك إنجازًا يتحدث عنك ويسجله التاريخ لك.
بالتالي يجب أن تتوقف عن الحياة العبثية التي تمارس مراسمها؛ لأنها لن تشفع لك عندما تنجح فعلًا في تنفذ لعبة الموت، التي تسعد بردود الفعل الغاضبة، التي تناشدك بعدم التهور والكف عن ممارستها.
كثير من الناس يرون أن عندما يخرجون من دائرة الضوء في ممارسة بعض التصرفات غير المقبولة، أنها الفرصة المناسبة؛ لاستعادة البريق مع أنه بريق زائف، لن يحققوا من ورائه غير كلمات الشفقة، لأننا لدينا نوع من التعاطف مع من نراه في حالة ضعف، ونحاول إنقاذه؛ حتى لا يقع في المحذور، لكن عندما يتمادى في مخططه سنتركه يلقي مصيره الغامض غير مأسوف عليه.
ومن هنا أقول لك اقبل النصيحة؛ حتى لا يقودك الغشم في التصرُّف إلى نهاية غير محمودة وظلام تاريخي لك ولمن ينتمي إليك بصلة، ودورك أن تحافظ على سمعتك وسمعة جيل لا ذنب له بتصرفاتك الرعناء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.