شيرين السيد مارس 4, 2022, 3:40 م

خاطرة "لحن الفراشات".. خواطر وجداينة

رغم أنني لا أجيد فن الرسم، إلا أنني أحرص منذ فترة على اقتناء فرشاة الرسم والألوان وفي أوقات الفراغ أطلق لخيالي العنان وأرسم بها ما يحلو لي وما يجول بخاطري، استيقظتُ ذات صباح لأجد غرفتي تمتلأ بكثير من الفراشات الملوّنة تتراقص وتتمايل طربًا كلّما حاولت الإمساك بإحداهن تفلت من بين يدي وترفرف حولي وهي تعزف بأجنحتها لحنًا فردوسيًا دون توقف، ترى من أين تأتي تلك الفراشات رغم إحكام غلقي للنافذة ككل يوم؟!

ارتديت فستاني ومشطت خصلات شعري ورفعته عن وجهي قليلًا ووضعت طلاء الشفاه الوردي كي أبدو بجمالي الطبيعيّ، وقبل الخروج أغلقت علبة الألوان فاختفت الفراشات، ابتسمت واحتضنت العلبة بعد أن أدركت أنها تسكن الفرش والألوان، ثمّ وضعتها برفقٍ على المنضدة وغادرت غرفتي متوجهة نحو باب الشقة بعد أن احتضنت قطتي وقبّلتها وانطلقت إلى الخارج، في المساء بغرفتي أضع الألوان والأقلام، أرسم جناحي فراشة، أتمدّد على الشيز لونج أغلق عيناي، واستمع إلى شدو وهمسات العصافير، وأستنشق النسيم المعطر برائحة الياسمين، الذي ملأت به شرفتي بعد أن تسلل إلى الغرفة.

أحبّ اقتناء العصافير، ولكنني لا أحبّ أبدًا أن أراها محبوسة داخل أقفاصها، وكلّما أحضرت عصفورين بريش ناعم وألوان زاهية أطلق في المساء سراحهما وقد اعتادت قطتي أن تراقب العصفورين باهتمام، ثم تدخل يداها بين قضبان القفص لتلاعبهما، وعندما تراني ممسكة بالألوان تركض نحوي كطفل صغير وتلعب بها فهي تحبها كثيرًا، وها هي تفتح علبة الألوان لتخرج الفراشات وتتطاير هنا وهناك وتظلّ ترفرف فرحة بألوان أجنحتها وتعزف بهما أعذب الألحان، فلا أنا أنام ولا تذهب قطتي للنوم حتى أطلق سراح العصافير وأخبئ الألوان وتعود الفراشات إلى سكناتها داخل العلبة.

بقلم شيرين السيد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة