من المؤكد أن لكل منا حلمًا، ولكن من المؤكد أيضًا أن الأغلبية لا تعمل لتحقيق حلمها بسبب ما يسمونه: أزمات أو مشكلات أو ظروف.
أنا لا أعرف شيئًا عن مشكلتك... ولكن مؤكد أنك لن تستيقظ في الصباح وتجدها قد حُلَّت... إنها تسكن في عقلك، وستظل تطاردك طوال حياتك، إلا إذا قررت أن تواجهها وتتعامل معها.
إن العالم لم يُخلق للمستسلمين، بل للمقاتلين الذين يرون الحياة كفاحًا دائمًا ومستمرًّا. حدِّد أحلامك ولا تتركها خلفك، بل اصحبها معك أينما تكون، واجعلها المحرك الأساسي لكل تصرفاتك.
إن الامتحان لم يكن أبدًا نهاية العالم، والخوف منه أمر قد يساعد في تحقيق النجاح أو الفشل، لذا يجب أن تكون إيجابيَّ النظرة دائمًا وتحوِّل أي اختبار إلى جزء من تجربتك الحياتية؛ لأنك إذا تناولته على أنه تجربة، فمن المؤكد أنك ستستفيد منه مهما كانت النتائج.
وبإدراك الحقائق وتحليل الموقف تأتي الحلول: هل أنت كسول... يائس... مماطل..... قلِق...؟
هل تنفيذ أفكارك أمر صعب؟ وما المعوقات التي تواجهك؟ هل يصيبك القلق بتشتت التركيز؟ أم تفقد الاهتمام بما تنفِّذه؟
هل تشعر بالإرهاق قبل خط النهاية وتستسلم؟ أم تخاف من الفشل فتقرِّر الانسحاب؟
الحقيقة الوحيدة المؤكدة... أنك أنت من تعطِّل نجاحك، وتعوق حركات قدميك، وتمنعها من التقدم للأمام، ولا بد أن تتعامل مع حقيقة أنك أنت من يعوق تقدمك.
هل تتساءل... لماذا يحدث ذلك لي؟ ولماذا لم يحدث لغيري؟ لماذا أجد العوائق في حين يمر غيري سالمًا؟
هل تتساءل... لماذا أنجح فيما أخفق غيري؟
السؤال الأخير يدفع إلينا بأهم إجابة تجعل الإنسان يتوقف عن متابعة حلمه والسعي لتحقيقه... إنه الخوف... الخوف من الفشل... أو الخوف من النجاح.
والخوف من الفشل هو أمر طبيعي بسبب إيمان الشخص بأنه لا يملك من القدرات ما يحقق به حلمه، أو لإيمانه بأنه لا يستحق أن يحقق حلمه؛ لأنه يرى نفسه صغيرًا، ويؤمن بذلك فيكون كذلك...
هل تعرَّضت للرفض من قبل فأصابك الفزع من الرفض مرة أخرى؟ هل حصلت على وعود ولم يتم الوفاء بها؟ هل خسرت المرة تلو الأخرى وعدَّك المحيطون بك فاشلًا؟
أما الخوف من النجاح فإنه الأكثر خطورة... فإن النجاح يزيد من الأعباء الموضوعة على كاهلك. فأنت مطالب بالاستمرار، والنجاح يفرض عليك عدم السكون للراحة.
وهو ما يحدث للأغلبية العظمى، لذا يدفعهم للتراجع والفشل في كثير من الأحيان أن يتوقفوا عن النمو، أو أن يتوقفوا عن العمل على تطوير أنفسهم، ويتوقفوا عن التدريب، ويتوقفوا عن دفع أنفسهم للأمام... إنهم يستسلمون لما وصلوا إليه، ويقررون التوقف عن استكمال السباق.
وتمر السنون، وتجد حلمك يضيع أمامك وأنت تقف متابعًا له وهو يتسرب من بين يديك، وتكتفي أن تردد داخلك أنك كنت تستطيع أن تفعل ذلك لو أردت في الماضي... أو أن التعليم كان عائقًا أمام تحقيق حلمك... أو أن ثقتي بنفسي لم تكن كافية...
أم أن الآخرين هم السبب في فشلي بسبب تدخلهم في حياتي... أم أني لم أجتهد وأعمل على تحقيق أحلامي بجدية.
المؤكد أن كلًّا منا هو من يصنع مصيره ومستقبله... هو من يضع خطته... ويختار المحيطين به... سواء ممن يساعدونه على الحركة للأمام أم من لصوص الطاقة والزمن والأحلام.
أنت في طريق يحمل كثيرًا من الفشل والألم والانتكاسات والهزائم، ولكن كل تجربة مع الفشل سوف تجعلك تكتسب خبرات جديدة لم تكن تعرفها، وتصحِّح مسارك، وتجعلك أكثر قوة مما تعتقد؛ لذلك لا تقبل أن تعيش في الحياة ضحية...
راقب حلمك، وتحرك معه يومًا بعد يوم، وراقبه وهو ينمو أمامك... سيراك الآخرون خارجًا عن القطيع؛ فالأغلبية تفضِّل أن تقدم الشكاوى والأعذار.
عش حلمك وأحِط نفسك بالفائزين... الوقت لم ينتهِ، وأمامك الوقت لتحقيق الفوز ما دمت حيًّا.
اهرب من كل من لا يسعى للأمام... اهرب من كل من لا يسعى ويردد: أنا مش عاوز حاجة... اهرب من فاقدي الأحلام وأصحاب الأحلام الميتة... اهرب ممن توقفوا عن الحلم...
ممن يقبلون الحياة كما هي... انجُ بنفسك... الوجود مع الخاسرين يجعلك خاسرًا بالتأكيد... انجُ منهم وعش حلمك ودعه يعيش.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.