منى علي حسين يناير 28, 2023, 1:25 م

خاطرة "لا تطل الكلام لتوضح".. خواطر اجتماعية

الحياة مليئة بالمواقف المختلفة، ونحتاج أن نختلط مع البشر في المجتمع، وأهم وسيلة للتواصل هي الحديث، وكثيراً تكون المواضيع مطروحة أمامنا، لكن نختار التوضيح والتبرير للوصول إلى المبتغى المطلوب..

والإنسان الذكي يختصر ويستخدم الجواب الأمثل للسؤال والطلب وهو الصحيح؛ لأن كثرة الكلام توقع المرء في الأخطاء، وهو باستطاعته الاختصار، والإجابة الواضحة المختصرة البعيدة عن الثرثرة الكثيرة وغير المفيدة..

في مشهد لي في المستشفى لشخص مع إخوته طلبن منه أن يذهب معهن إلى مكان، فأخذ بالكلام الذي فيه الكثير من الأعذار، وأن ضغطه مرتفع، ويشعر بالغثيان، ولكنه سوف يذهب معهن..

حبذا لو ذهب معهن بدون هذا الكلام الكثير، واختصر ونفذ طلبهن دون كلام زائد وثرثرة لا فائدة منها، سوى أنها تؤذي المقابل، وتشعره بعدم الارتياح، واستبدالها بكلمة "حاضر"، وذهب معهن، لكن فضَّل الثرثرة وكثرة الكلام..

أحببتُ أن أتحدَّث عن هذا الموضوع، وأن أخوض الحديث فيه، كونه مهم جداً في حياتنا، وأهمية الأواصر الاجتماعية والعلاقات الطيبة، التي تبدأ من العائلة بين الأم والأب والإخوان والأخوات في التعاون والتسامح والروح الجميلة، التي تجعل من كل أمر صعب عسير، سهلاً سلساً بسيطاً بعيداً عن التعقيد والأمور المتعبة، من خلال الكلام الطيب، كلمة حاضر..

اعتبر الموضوع كائناً، والذي تريده سوف يكون جاهزاً، هذا الإنسان لا يثمن لقيمته العالية، وعارفٌ لأهمية قضاء الحوائج فيه تماسك وقوة للمجتمع..

إذا كنا نبغى الأجر والثواب من الله فيها، وإن كان يبغى الإنسانية فهو إنسان وحق علينا تقديره واحترامه، وفي موقف واقعي لامرأة جاءت توصي على ابنتها التلميذة عند معلمة وأخبرتها بأن تهتم بها، وكانت هذه التلميذة متفوقة جداً..

فاشتاطت المعلمة غضباً وقالت للمرأة لا داعي لهذا الكلام، وأن ابنتها متفوقة جداً، وأن الإنسان إذا كان يعمل جيداً وعمله وأداؤه ممتاز لا يسمح لأحد أن يقول له حسِّن عملك، أو اهتم بعملك؛ لأنه عمله جيد جداً ، وكان بإمكان المعلمة اختصار هذا الكلام الطويل الذي جعل المرأة والدة التلميذة تعتذر لأنها أوصت على ابنتها..

فقط حاضر وتفعل المعلمة ما تشاء، تضع الدرجة التي تستحقها التلميذة، فاختصار الكلام يريح النفس ويسهل الأمر..

دُمتم بخير.

بقلم منى علي حسين

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة