لا تُشَمِّتُوا الأعداء فتقتلوا رُوَّادكم. القصة قديمة منذ 30 عامًا.
لم أسعَ يومًا إلى القتل. ولم أتمنى الموت لا إلى أعدائي ولا إلى أصدقائي.
فالأحداث تغيرت. وما نعيشه منها قد يتشابه مع الماضي، لكن معانيها القديمة مختلفة عن المعاني الجديدة.
أفسختُ الماضي، فإذا برائحة الموت تحل من كل مكان.
ألا يعلم الناس كيف يحافظون على السلام؟ أم أنهم يريدون المجد لأنفسهم فيقتلون لِتَسْمُوَ أسماؤهم؟
فكما قيل لي بعد أن انتهى الأمر وأُغلق الملف ونُسِيَت القصة، فإن الحكاية مرتبطة بمركبة جديدة، فاجعلوها تقلع بنجاح دون انفجار ولا ضحايا، حتى لا تُشمِّتُوا الأعداء ثانية.
ويبدو أن موضوع تشابه بعض الأجزاء في الشكل قد أثار غضب البعض في الماضي. فأوقفوا المشروع بكامل تداعياته. وبرمجوا ذلك واتخذوا قرارات لإعادة النظر وتعديل المسار. وإنني لا أتدخل في شؤون الغير ولا أتخذ قرارًا مكانهم، فهم أدرى بأمرهم. بيد أني أتمنى رؤية مركبة جديدة تقلع بأمان ليتكافأ الوضع بين جميع البلدان.
وإنني سعيت، بعد نهاية الأحداث القديمة، إلى فسخ كل أثر مرتبط بالماضي حتى لا يستغل أحد الموضوع والصور والكتابات. ثم فسخت الأشخاص من ذاكرتي حتى أبدأ صفحة جديدة في حياتي. ويبدو أن أحاسيس الهجر والبرودة والإبعاد والأفكار من نوع :"لا يهمني الأمر" أو "هذا ليس من شأني" أو "لقد انتهى الموضوع ولم يعد يعنيني"؛ قد أثرت سلبًا في نسق الأحداث في بلدان أخرى.
أما اليوم وقد تحول كل الكلام إلى واقع، وأدركت أن البعض يحاول توريطي من أفراد عائلتي، في جريمة قتل لشخص لا أعرفه ولكن سمعت عنه. وقد بَقِيتُ صامتة دون نبس أي كلمة عندما سألوني إن وجب قتل شخص ما؟ فأتمنى ألا يحدث ذلك لسبب واحد وهو الإحساس بالانتماء إلى المجموعة.
وقد تحدث البعض عن صراع كلمات بين رجلين من بلدين مختلفين في الشأن نفسه، وصل حد التهديد بالموت، فطلبت البنت ألا يتخاصما حتى لا يشمت الأعداء بهما، وأن يتجنبا الخصام المباشر حتى وإن وقع بينهما خلاف واحتداد في الكلام.
فالخطأ ناتج عن تسريب مفتاح معلومات، كان من المفترض أن يُفْسَخَ في وقت لاحق. لكن لم تكن هنالك ثقة متبادلة. كما تحدث البعض الآخر عن موت زميلة الرائد، وأنها المستهدفة إذا حصل مكروه له وأن قصة مفتاح المعلومات ما هي إلا واجهة لصرف الانتباه نحو البنت.
وفي النهاية يعود الأمر إلى الماضي، فخلافات اليوم هي ثمرة أفكار الماضي. فقد سعى البعض إلى حل المشكلات الحينية دون المبالاة إلى التداعيات المستقبلية. وكأن كل هذه المشكلات لا تكفي فتزيد الذكريات تعقيد الأحداث بذكر أسماء أشخاص، فيظن الناس أنهم الأشرار، في حين تعتقد البنت أنهم في المجموعة نفسها لأنهم ذُكروا سويًّا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.