سأظل أخبرك بأن الاكتفاء بالعلاج التقليدي الكيميائي هو كمن يُشذِّب شجرة ما تلبث أن تنمو من جديد.
إن سوء الفهم البسيط الذي تجده في علاقاتك، أو الوعكة البسيطة التي تطرأ في صحتك، لن تتفاقم وتزداد في حال فهمت أنها إشارة أو رسالة تريد أن تخبرك أمرًا ما. على العكس، ستتلاشى وتصبح شيئًا من الماضي بمجرد الالتفات والتوجه نحوها بكل حواسك ووعيك.
ما لم!
فإن الأمر يتفاقم ويزداد، متجاهلًا كَمَّ الإصلاحات والترميمات التي تقوم بها لتحسين علاقاتك، أو كَمَّ الأطباء الذين تستخدمهم لإصلاح صحتك.. لا تتعب نفسك؛ لن يُجدي شيء، ما دمت لم ترضخ لفكرة أنها رسائل إلهية، يجب عليك قراءتها وفهمها واستخدامها دليلًا يرشدك للإصلاح من داخلك. نعم، من داخلك وليس الخارج. لا شأن لمن حولك من البشر والأحداث، مهما ظننت أنهم سبب شقائك، فالخارج سيبقى مجرد مرآة تظهر استحقاقك فقط.
وحين تدرك ذلك، ستضحك كثيرًا وأنت ترى السحر الذي يحدث في الخارج بمجرد اشتغالك على الداخل.. ستخجل من نفسك حين كنت تعتقد أن الشخص الذي آذاك جاء فقط ليؤذيك، ولم تكن ممن يقولون: "ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك"؛ لأن كل شيء بقدر، وما من شيء عبث.
ستتحسر على سنين طويلة فقدت فيها زمام أمرك، وبقيت تُبرر معاناتك بمقولة التخدير: "إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه." وأمامك آية كافية توقظ الغافل، وهي قوله تعالى: {قل فلم يعذبكم بذنوبكم}.
تسمع دومًا أن "أصلح داخلك"، لكنك لم تفهم بعد ما المقصود بـ"داخلك".
يأخذك تفكيرك بأن داخلك هو تنظيف قلبك من الحقد والحسد وغيرها من أمراض القلب. لا، ليس كذلك، بل أجمل وأشمل، بحيث لو عرفته لن تجد وقتًا لتحقد أو تحسد فيه.
انظر إلى داخلك معناه: انظر إلى مشاعرك وأفكارك.
لو راقبت أفكارك طوال اليوم وجمعتها نهاية اليوم، ماذا ستحتوي أغلبيتها؟ ثم اجمعها نهاية الأسبوع، ثم نهاية الشهر.. إن كانت صراعًا مع الماضي والمستقبل، فسترى حروبًا في واقعك.
ينبهك واقعك أن غيِّر أفكارك وسيطر عليها بحيث تحوي السلام والأمل.
هذا ببساطة هو جذر الأمراض، وإن كانت مستعصية، وجذر العلاقات، وإن كانت سامة.. ما إلا نتائج لأسباب تستطيع أنت اقتلاعها من الجذور، من داخلك. واترك الخارج، لأنه سيتعدل تلقائيًّا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.