خاطرة "لا تبحث في الماضي".. خواطر وجدانية

من منا لا يريد أن يعود إلى الماضي ولو لحظة واحدة؟

يعود كي يصلح خطأ ندم عليه، أو يعود ليقضي وقتًا أطول مع عزيز غالٍ رحل، أو يعود إلى لحظة كان سعيدًا فيها، يعود كي يظل في هذه اللحظة السعيدة إلى الأبد، أو يتمنى أن يعود إلى مرحلة الطفولة، حينما كان لا يحمل همًّا للحياة.

جميعًا نتمنى العودة إلى الماضي لأسباب مختلفة، ولكنها ستظل أمنية، وليت كل الأماني تتحقق! لكن الماضي يظل ماضٍ ذهب ولن يعود، ولكن للأسف يوجد كثيرون يعيشون على الماضي وذكرياته وأشخاص ليس لها وجود في الحاضر.

فمنا من ارتكب خطأ ما سواء أكان صغيرًا أم كبيرًا، ويشغل باله كثيرًا بهذا الخطأ؛ ما يؤثر في فكره في الحاضر.

أما منا من يكره ماضيه ويحاول الهرب منه بأي طريقة، ولكن محاولة الهرب من الماضي تبقى دائمًا صعبة.

نُخطئ جميعًا، منَّا من يندم على خطئه ويتمنى أن يعود به الزمان؛ لكيلا يفعل هذا الخطأ، ومنَّا من يحاول أن يهرب من خطئه ويبتعد عنه، ولكن مهما حاولنا الهرب من الماضي بأخطائه يظل يُلاحقنا كذكرى مثلًا أو في حُلم.

يُوجد من يعيش في عالم الماضي إلى حد مرضي بأفراحه أو آلامه، يقعون هؤلاء في حافة المنتصف بين الماضي والحاضر.

فلكل من مرتبط بماضيه بهذا الشكل، أريد طرح عليكم سؤالًا: ما به الحاضر؟

الحاضر هو نتاج للماضي، نعم نتاج لإنجاز حققته من فكرٍ وجعلك في مكانة خاصة بك ويتمناها الجميع.

الماضي هو سلسلة من الذكريات الجميلة والحزينة، ونتذكرها من آنٍ إلى آخر، نتذكرها لنتجنب في الحاضر خطأ وقعنا فيه في الماضي.

فالماضي سيظل ذكريات تأتي على البال لنسترجع حنين أيام، أو نتذكر كيف تخطينا مأساة.

الحاضر هو اليوم، نفكر في اليوم وكيف نترك فيه إنجازًا يتحدث عنه الجميع اليوم والغد.

الماضي هو الخلف، والحاضر هو الأمام؛ فالحاضر هو يجعلنا ننظر أمامنا إلى مستقبل نصنع فيه أحلامنا وآمالنا.

لا تجعل تركيزك كله في الماضي، لا تُضيِّع وقتك في لحظات ذهبت ولم تعد، لا تشغل بالك بالأمس.

اجعل تركيزك كله في اليوم؛ هذا هو أملنا.

اليوم ثم الغد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة