خاطرة "لا تبتئس".. خواطر وجدانية

لا تبتئس بما كانوا يفعلون..

إنها الحياة يا صديقي، لا تكاد تصفو لنا إلا تكدرت وعاثت فينا فسادًا عظيمًا..

تُرينا ما حسن وفتن، وما خفي مريع، بل أدهى وأمر..

تضحك لنا وعلينا وبنا، وفي عين الإعصار ترمينا فيغشانا منه دوار، يهوي بنا بعيدًا، فلا نذكر بعده من أين جئنا، وإلى أين الحطُّ من علٍ يفاجئنا بسيل جارف يأخذ في طريقه الرثَّ والثمين.

إن المولى متصل بنا منذ الأزل، لا زال يرعانا، ومهما تُهنا أو نسينا فبذكره تطمئن قلوبنا، ويُزيل الغِشاوة عن عيوننا فنبصر ما نسينا.

 الإنسان دائمًا يظلم، هكذا هو يحب أن ينتصر، وليفعل ذلك عليه أن يُظهر للآخرين قوة عضلاته وشرارة نظراته وبطشه وسطوته..

وفي ثورة الاعتداد بنفسه والخوف من المجهول، والاستماتة من أجل الدفاع عن رأيه وذاته وكيانه ومبادئه.

وفي محاولة إثبات وجوده، في داخل كل هذه المعضلة لن يمر الأمر عليه بسلام، سيصطدم بآلاف الأعمدة التي أمامه..

فلا تنحني ولا تتحطم، بل تظل ثابتة، تذكِّره بالظلم والاعتداء. إنه مع مرور الوقت يصبح لا يميز إن كان ظالمًا أو مظلومًا، فيحتمي بالهجوم ويتخذه منجاة ودرعًا، فالدفاع لم يعد يجدي نفعًا.

وهناك، هناك فقط، يُجرف ويسحق بلا رحمة، ويُصفع ويُلكم ويُلطم، يصرخ ويهشِّم، وبأنيابه يعض وينهش مَن أمامه، ولا يهم إن كان لحمًا، لحم أخيه المسكين...

فهو لم يعد يميِّز، عندها ارتقب فناءً وعصفًا للإنسانية التي بدأ خلقها يتضاءل منذ عهد ليس بعيدًا، حسبنا أن الأمر مقتصر على الأجساد، ولكن يبدو أن الأمر قد تعدَّى للمشاعر والأفكار والضمائر..

كل شيء يصغر ويتناقص ولا يكاد يقوى على الوقوف، نحن صرنا غرباء، لاجئين في أوطاننا، مستوحشين بين أحبتنا وأهلنا، وكلماتنا تعبت من كثرة الصد والرد، والقذف ينهال عليها من كل حدب وصوب.

لا تبتئس بما كانوا يفعلون..

وتنفَّس، ولنفسك اهمس، بصوت كله أُنس، وقدرٍ عالٍ وراقٍ من الحس، لا بد لك من مؤازرة نفسك، واحتضانها، وتقبيلها، وتقبُّلها، وطمأنتها، وإرجاعها في كل مرة إلى الحضن، إلى المأوى وإلى الحصن.

لا يسعك في مواجهة الظلم إلا الصبر وكتمان الألم والتعلم، فالمواقف كفيلة بتدريسك وتعليمك وتدريبك.

وتذكَّر أن الظلم لا يدوم وإن بدا لك خالدًا، والظالم مآله الزوال وإن بدا صامدًا، ودعوتك تلك التي أفرغت فيها من شكواك ودموعك ووجعك، ستحملها الملائكة على الغمام، فيرد عليك ربك بقوله، وقوله حق: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.

كاتبة مقالات و قصص و خواطر لدى منصة جوك و موقع أنامل عربية. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يونيو 5, 2023, 7:17 م

لا تبتئس بما كانوا يفعلون.... فكل الذي انت فيه اليوم بسببهم سينالوا نصيباً منه مع الايام لأنك أوكلت أمرك لربك ورب المستضعفين قادر على نصرك ويرعاك ويعلم من أذاك ومن أسعدك، فقط ثق بالله.... تحياتي لأعز أصدقائي... استاذة عايدة...كبيرتنا الأدبية... ❤️

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يونيو 5, 2023, 8:52 م

حقيقة يعجز اللسان عن التعبير في مثل هذه المواقف التي كلها مشاعر وأنا أمام المشاعر لا أصمد .
تحية لكي أختي وأحلى أخت
فأنت البلسم والروح الطيبة
تحية لك كاتبتنا الرائعة ندى 💕

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 10, 2023, 4:58 م - احمد عبدالتواب صوفى شحاتة
ديسمبر 10, 2023, 9:16 ص - هديل عبدالرحمن
ديسمبر 10, 2023, 8:58 ص - هديل عبدالرحمن
ديسمبر 9, 2023, 1:03 م - عايدة عمار فرحات
ديسمبر 9, 2023, 12:59 م - صفاء السماء
ديسمبر 9, 2023, 12:27 م - سلمى العمري محمد
ديسمبر 9, 2023, 11:08 ص - بورغاية رابح
ديسمبر 9, 2023, 10:46 ص - سلمى العمري محمد
ديسمبر 9, 2023, 9:14 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 9, 2023, 9:02 ص - آية محمد صادق
ديسمبر 9, 2023, 8:51 ص - جوَّك لايف ستايل
ديسمبر 8, 2023, 11:38 ص - نور الدين شعبو
ديسمبر 7, 2023, 11:33 ص - حبيبه شريف
ديسمبر 7, 2023, 9:03 ص - رايا بهاء الدين البيك
ديسمبر 6, 2023, 7:11 ص - لجين منير شاكر
ديسمبر 6, 2023, 6:33 ص - ايه احمد عبدالله
ديسمبر 6, 2023, 5:39 ص - شيماء دربالي
ديسمبر 4, 2023, 12:50 م - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 4, 2023, 9:30 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
ديسمبر 4, 2023, 7:21 ص - عبدالله مصطفى المساوى
ديسمبر 2, 2023, 3:30 م - قدوه نمر الشعار
ديسمبر 2, 2023, 8:20 ص - سندس إبراهيم أحمد
ديسمبر 2, 2023, 7:52 ص - نور الدين شعبو
نوفمبر 30, 2023, 11:37 ص - سمسم مختار ليشع سعد
نوفمبر 29, 2023, 2:41 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 29, 2023, 8:24 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 28, 2023, 7:06 ص - أسماء مداني
نوفمبر 27, 2023, 2:42 م - براءة عمر
نوفمبر 27, 2023, 1:17 م - عزوز فوزية
نوفمبر 27, 2023, 11:52 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 27, 2023, 6:34 ص - بشرى حسن الاحمد
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 2:24 م - إبراهيم محمد عبد الجليل
نوفمبر 26, 2023, 10:15 ص - ايه احمد عبدالله
نوفمبر 26, 2023, 9:51 ص - ليلى أحمد حسن مقبول
نوفمبر 26, 2023, 9:27 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:52 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:35 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 7:01 ص - محمد بخات
نوفمبر 26, 2023, 6:32 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 23, 2023, 12:46 م - رانيا بسام ابوكويك
نوفمبر 23, 2023, 10:41 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 8:28 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نوفمبر 23, 2023, 7:26 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 22, 2023, 2:20 م - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 22, 2023, 2:00 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 22, 2023, 6:45 ص - محمد بخات
نوفمبر 21, 2023, 8:51 ص - مدبولي ماهر مدبولي
نوفمبر 21, 2023, 8:23 ص - سيد علي عبد الرشيد
نوفمبر 20, 2023, 7:41 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 19, 2023, 1:27 م - يغمور امازيغ
نوفمبر 19, 2023, 1:07 م - محمد بخات
نوفمبر 19, 2023, 12:07 م - أسرار الدحان
نوفمبر 19, 2023, 11:06 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 19, 2023, 10:03 ص - فاطمة محمد على
نوفمبر 19, 2023, 7:49 ص - شاكر علي احمد عبدالجبار
نوفمبر 18, 2023, 11:36 ص - سفيان صابر الشاوش
نبذة عن الكاتب

كاتبة مقالات و قصص و خواطر لدى منصة جوك و موقع أنامل عربية. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+