خاطرة «لا أريد ذلك بعد الآن».. خواطر وجدانية

سمعتُ مقولةً ذاتَ مرة تقول: "مُعاناة الحياة تكمن في التعلُّق، وصعوبة الحياة تكمن في التخلِّي". كلما تمسَّكتَ بشيءٍ، أصبحتَ أكثر عرضة للتعذيب بسبب ذلك. ففي كثير من الأحيان، لا يأتي ألمُك من الخارج، بل من داخلك. هل لاحظتَ أنك في حياتك غالبًا ما تقعُ في فخِّ "الرغبة المفرطة"؟ تريدُ أن تحصل على صفقة رخيصة؛ فتنفق أموالًا أكثر من اللازم، تريدُ علاقةً تؤدي إلى نتيجةٍ؛ فتضيِّعَ وقتًا ثمينًا، ترغبُ في الاعتراف من الآخرين؛ فتواجه مزيدًا من القمع والصراع الداخلي.

إنَّ التعلُّق بـ"الرغبة المُفرطة" لا يجلب نتائج جيدة، بل يتحوَّل إلى سجن من العذاب الذاتي. يجعلك ذلك عالقًا في مشاعر الاستياء والصراع الداخلي، ويجعلك تتغيَّرُ إلى أسوأ نسخة من نفسك. بدلًا من أن تغرقَ في التعلُّق، لماذا لا تقول لنفسك: "لا أريد ذلك بعد الآن"، لتمنحَ نفسك فرصة للتحرر، ولتجلبَ لنفسك طاقة جديدة. وكما يقول المثل: "من الأفضل أن تنشر الرمال التي لا يمكنك حملها".

العلاقات التي لا تمنحني الأمان، أنا لا أريدها. فإذا استمررت في التعلُّقِ بها، فقط ستستهلك نفسك وتصبح أسوأ. العلاقات التي تحتاجُ إلى بذل جهد دائم للحفاظ عليها، أنا لا أريدها. فإذا استمررت في هذه العلاقات، ستصبح مرهقًا جسديًّا وعقليًّا، وستصبح أكثر انكسارًا. العمل الذي يُسبِّب لي الألم والضغط، أنا لا أريده. فإذا استمررت في هذا العمل، لن تفقد السعادة والطاقة فقط، بل قد تفقد صحتكَ أيضًا. تقييمُ الآخرين لي، أنا لا أريده. فالبحثُ عن القيمةِ في أعين الآخرين لن يساعدك إلا في فقدان رؤية احتياجاتك الحقيقية.

إن التخلي بحكمة أفضل من التعلُّق الأعمى. ستدرك أن نتيجة "لا أريدُ ذلك بعد الآن" ليست النهاية، بل هي جائزة الحياة المنتظرة! عندما تُنهي علاقةً ميؤوسًا منها، ستفتح أمامك فرصةً للقاء شخص جيد. عندما تبتعد عن العلاقات المؤلمة، ستجدُ حبًّا متبادلًا. عندما تتركُ العملَ الذي يُعذِّبك، ستتمكنُ من استكشاف إمكانيات جديدة. عندما تتوقف عن الاهتمام بتقييم الآخرين، ستتمكنُ من العيش بحرية وتوافق مع قلبك.

عزيزي، إذا شعرت بالإرهاق والتعب، لا تتردد في فكِّ القيود التي تفرضها على نفسك، وقل لنفسك: "لا أريد ذلك بعد الآن"!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

روعة ... ابدعتي النشر
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة