خاطرة «لا أريد».. خواطر وجدانية

حين تهبط نحو منطقة لا تُناسبك ولا تجد بها مستراحك، أو تأوي إلى موطن لا تشعر بوجود من يستوطنك فيه، فإياك أن تفعل شيئًا أكثر من أن تُغادر، غادر! 

أنت لست أهل الموطن ولا الموطن لك، هُنا غادر وإن كنت ستدفع الثمن؛ فالبقاء عندما يكون قاسيًا عليك أن تدفع ثمن المغادرة..

حين يكون البقاء مُظلمًا ادفع ثمن المغادرة، أيضًا حين يكون البقاء مؤذيًا لا تنتظر شيئًا وغادر..

إن كُنت لا تستطيع، فتحمَّل مسؤولية البقاء، أنت هنا اخترت أن تقتل أرواحًا أنت تجلبها..

هل كُنت تدرك أن البقاء لا يعني حياة جديدة ونجاة؟ ولا يعني فرصة أخرى أو نسيانًا وتحمُّلًا؟ إنما يعني أنانية وأنانية عظيمة..

أنت اخترت البقاء، لكنك اخترت أن تقتل أروحًا بريئة، أنت اخترت البقاء في حين أن ما أنجبته اختار لك المغادرة..

هل خجلت حين سُئلت لماذا لمْ تغادر؟ أو أنك استهلكت عذرك القبيح المغلف بالاستعطاف؟

هل تُدرك حين أُخبرك أنني لم أعُد كما كنت في السابق، فأنا أصبحت أكبر، ومسؤولياتي أصبحت أكبر، ملامحي ازدادت..

ضعفي، عمري، نظرتي أصبحت تُكبرني.. هل يعي عقلك الأناني ذلك؟ أنا أصبحت لا أنظر للأشياء بمنظور عمري..

أصبحتُ أنظر إليها بمنظور الستين عامًا، أصبحتُ أدير رعية، أنا أصبحتُ شخصًا لا أطيق أن أصبح هو.

أصبحت إنسانًا آخرًا لم أكن أعتقد يومًا ما أنني سأصبح هو، أنا أصبحت مملوءًا بالتساؤلات المتعثرة..

أنا لم أصبح كما أردت، أصبحتُ كما لم أرد أن يصبحه عدوي، ولن ألوم سواك..

أعتذر لك عن ذلك، على الرغم من سوئك ها أنا أعتذر.. يا لها من حياة مُرة!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة