ياسر الجزائري سبتمبر 27, 2023, 5:44 ص

خاطرة «كيف تكون حيًّا بعد موتك».. خواطر وجدانية

من يوم خلق الله هذا الكون إلى قيام الساعة ونحن نرى حقيقة الكل مسلم بها، الصغير والكبير، والقوي والضعيف، والغني والفقير، بل وأعمّ من ذلك.

حتى الحيوان أكاد أجزم أنه يعرف هذه الحقيقة مرة المذاق، هذه الحقيقة هي الموت يا صديقي.

كلنا نمرح ونضحك، ونلعب ونأكل وندردش مع الأصدقاء، ونزور البلدان، ونفعل كل شيء، ونتناسى هذه النهاية التي سيمر بها كل إنسان.

ماذا لو أخبروك أنه لا يزال لديك لحظات وتموت ماذا كنت ستفعل؟ وما أولوياتك؟ هل إذا قالوا لك نكتة ستضحك؟

هل إن دعاك صديق إلى وليمة ستجيبه؟ هل تشتري ملابس جديدة للأسبوع القادم كي تسافر؟ أم ماذا؟

لنفرض أنك مت، هل يتذكرونك؟ وما المدة الزمنية التي يبقى فيها أثرك في هذه الدنيا؟

انتظر لحظة صديقي القارئ..

هل ما يتذكره الناس وما تركته من أثر وراءك ذكرى جميلة وأثر طيب؟ أم لا سمح الله ذكرى سيئة وأثر سيئ؟

لذلك أنت في هذه الدنيا تؤدي رسالة وأمانة عظيمة، من بينها الإعمار في الأرض والإصلاح فيها.

فمثلًا من لا يعرف الخوارزمي عالم الجبر الذي دخلت قواعده حتى للحاسب الآلي وسمي بها algorithm، كذلك ابن حيان، وسيبويه عالم اللغة، وابن بطوطة في الرحلات، والإدريسي في الجغرافيا، وغيرهم كثير من العلماء الذين ماتوا وبقى أثرهم وعلمهم.

وكذلك الأخلاق تُطبع ولا تُمحى، ومثال ذلك حاتم الطائي الذي يضرب به المثل في الكرم ويقال أكرم من حاتم، أو لعلك حفرت بئرًا أو أشرفت على إنجازها في صحراء أو منطقة سكنية قليلة الماء، فيشهد لك الناس ويدعون الله لك.

فإذا كان أثرك طيبًا في علم أو دين أو أخلاق أو أي شيء حسن، فسيبقى أثرك وتكون حيًّا في قلوب الناس، ويستمر عطاؤك ولو مت.

وعلينا أن نتذكر أننا راحلون عن هذه الدنيا الآن أو غدًا أو مستقبلًا، ومهما فعلت من الأسباب وأكلت الطعام الصحي وحافظت على نفسك فستموت.

إذن يجب علينا الاستثمار في أنفسنا، وأن نحافظ على وقتنا، وأن نكون مفيدين لأنفسنا ومجتمعنا ووطننا.

بقلم ياسر الجزائري

مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

ميساء محمد ديب وهبة

سبتمبر 27, 2023, 6:26 ص

👍

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة