خاطرة "كيف تحب نفسك".. خواطر وجدانية

"العيش كشخص صادق وواضح هو أصدق أشكال حب الذات التي يمكن أن تساعدك على ترك إرث خالد" تونى ج. سليمى.

الشخص الصادق هو الذي يستطيع العيش في سلام داخلي.

"لن تجد السلام مع الآخرين إذا كنت في حرب مع نفسك. أولئك الذين يستطيعون رؤية الحياة بموضوعية هم من يستطيعون التأثير فيها" تونى ج. سليمى.

ولكن كيف يستطيع المرء أن يكون شخصًا صادقًا وهو طوال الوقت يرتدي أقنعة تمنع شخصيته الحقيقية من الظهور؟ نرتدي هذه الأقنعة لمواجهة التحديات والمشكلات في حياتنا اليومية.

تبدأ شخصيتنا الحقيقية في الاختباء منذ الصغر وتظهر الأقنعة التي تمنعنا من العيش كشخص صادق. ينشأ الإنسان منذ الصغر محاطًا بأشخاص يستخدمون النقد والتوجيه والتوقعات والحكم ليجعلوك تفعل ما يريدون منك أن تفعله. يتدرَّب عقلك على التوافق مع رغبات وأفكار الآخرين مثل جهاز الكمبيوتر الذي يُبَرمج بمجموعة من الأوامر، فتبدأ بارتداء الأقنعة التي تتوافق مع الأوامر التي بُرمجت عليها، وتختفي رغباتك وأحلامك وتُمنع شخصيتك الحقيقية من الظهور. نرتدي هذه الأقنعة بهدف التخلص من المشكلات، ولكنها تقيدنا وتسبب لنا الحزن والإحباط.

عندما تساعد للأشخاص دون طلب، فأنت تستخدم قناع المحبة والمساعدة، ولكن عندما تُرفَض مساعدتك، فإنك تشعر باليأس والإحباط وعدم التقدير. ولكن الحقيقة أنك ترتدي هذا القناع بهدف السيطرة وفرض الرأي ورغبة في النجاح والتقدير. نرتدي قناع الحاجة وفقر الإمكانيات وعدم المرونة وعدم التكيُّف في رحلة سعينا الدائم لتلبية الاحتياجات الأساسية والوصول إلى الحرية.

"القدر هو الذي يضع الفرص أمامنا، ولكن مصيرنا في النهاية يتحدد بواسطة عقلنا ومعتقداتنا" تونى ج. سليمى.

دائمًا عندما نواجه فشلًا في حياتنا، فإننا نلقي اللوم على الآخرين.

"عندما تحاول إلقاء اللوم على شخص ما، فأنت تمنحه قوتك، ولكن الحقيقة أنك..."

"عندما تشير بإصبع السبابة لإلقاء اللوم على شخص ما، فإن إبهامك يشير إلى الله، والأصبع الصغير والبنصر والوسطى يشيرون إليك" تونى ج. سليمى.

تبدأ الأقنعة الدفاعية في الظهور بين الرجال والنساء، وكل منهما له احتياجات يطلبها من الآخر، وعندما لا يستطيع الطرف الآخر تلبية هذه التوقعات يحدث الإحباط واليأس وتظهر الأقنعة الدفاعية. ونغفل أن الشخصية الحقيقية للرجال مصممة للعمل والقتال وإعالة الأسرة والحفاظ على سلامة الأسرة، ولكن شخصية الرجال الحقيقية لا تملك القوة العاطفية اللازمة لتحقيق توقعات النساء.

للتخلص من كل هذه الأقنعة ومواجهة التحديات بشخصيتك الحقيقية، يجب عليك أن تحب ذاتك.

حب الذات مهم؛ لأنه يحفز الكثير من السلوك الإيجابي مع الحد من السلوك الضار، ثم إنه يُمكِّننا من المجازفة ورفض الأشياء التي لا تناسبنا.

يُساعد حب الذات على خفض التوتر الذي يرجع عمومًا إلى شعورنا بعجزنا في مواجهة التحديات. عندما تتمتع بقدر كبير من حب الذات، ستنظر إلى التحديات على أنها انتكاسات مؤقتة وفرصة جديدة للنمو والتقدم.

حب الذات يحفزك لتحمل المخاطر؛ لأنك تثق بنفسك وتعلم أنك ستكون قادرًا على التعامل مع النتائج سواء كانت ما تريد أو لا. عندما تحب ذاتك تُصبح قادرًا على تحديد فرص النمو ومنح نفسك فرصًا ممكنة للنجاح.

"لن تصل إلى أي مكان في الحياة إذا بقيت في منطقة الراحة."

عندما تحب ذاتك ستتقبل نقاط قوتك وضعفك.

هناك ثلاث مكونات لحب الذات:

  1. الشعور بالرضا عن نفسك وقدراتك.
  2. امتلاك خبرات إتقان خاصة بك.
  3. الفرح برؤية الآخرين ينجحون.

توجد مقولة: "الموافقة غير الصادقة على شيء لا تريد القيام به حقًا هي بمثابة رفض صادق لنفسك" آليا كوكس ـ كامبل.

والآن، حتى تستطيع أن تعيش شخصًا حقيقيًّا عليك أن تحب ذاتك، وللوصول لحب الذات يجب عليك التخلص من الأقنعة التي ترتديها طوال الوقت، وللتخلص من هذه الأقنعة عليك إعادة برمجة عقلك والتخلص من العادات والأوامر والسلوكيات التي تدرَّب عقلك عليها وذلك في الخطوات التالية:

  1. يجب عليك أن تطور تفكيرك ولغتك مع نفسك.
  2. كن شاكرًا مهما كانت الظروف صعبة، وتعامل معها كأنها انتكاسات مؤقتة وفرص جديدة للتقدم وتغيير المسار.
  3. اعرف مخاوفك ودرِّب نفسك على التخلص منها.
  4. اتخاذ إجراءات يومية بسيطة ولكنها متواصلة لتغيير السلوك وإعادة برمجة عقلك.
  5. كن قادرًا على التكيُّف والمرونة.
  6. البدء في تعلم شيء بسيط وجديد كل يوم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة