السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اليوم أكتب سطوري بعد غياب مدة طويلة، لا أعلم إن كانت تلك مرتي الأخيرة أم سأسطر سطوري لكم مرةً أخرى، ولكن ما أدريه جيدًا أن من الطبيعي أن يتغير الإنسان بين الحين والآخر، ولكن تظل الأهداف والأحلام الرئيسة ثابتة حتى إن لم نقل ذلك.
نمر في حياتنا بعدد من المواقف التي قد تُثبِت لنا أننا أشخاص جيدون، وأن صفاتنا صفات حسنة وأننا حقًّا على صواب، وتأتي مواقف أخرى تثبِتُ عكس ذلك تمامًا.
ولكن هل سألت نفسك يومًا ما: مَن أنا؟ وماذا أريد؟ ولِمَ تتغير مشاعري تجاه ذاتي بتغير المواقف في حياتي؟
يدور في بالي ألف سؤالٍ وحين أحاول الإجابة على أحد تلك الأسئلة يَخْرُج من بيْن السطور سؤال، آخر وبهذا فإننا ندور في سلسلة مغلقة من الأسئلة غير النهائية، وقد تنتهي حياتُنا ولا نزال لا نعرف الإجابة.
فلنحاول الإجابة على بعض الأسئلة معًا وسأترك بعضًا آخر لك لتجيب عنها وحدك بطريقتك الفلسفية الخاصة:
مَن أنا؟
أنا إنسان، أعيش في الدنيا تلك، حياتي هي تناول الطعام وشرب المياه وبعض الإضافات الأخرى، قد تكون تلك الإضافات هواية أو حرفة أحبها وغيري لا يحبها.
فمثلًا : أنا أحب القراءة، ولكن من الممكن أن يمل صديقي منها سريعًا، وذا يحب لعب كرة القدم، فهو يراها مسلية وممتعة وتحافظ على رشاقته.
لكن غيره يراها مجرد لعبة وتضيع الوقت ولا يستفيد منها شيئًا -لكنها تفيد الجسم بدنيًّا- ولا يحب أن يلعبها لأن رأيه مختلف.
لي صديقٌ يلقي علينا بعض النكات والأقوال المضحكة، يضحك بعضنا عليها وآخرون يرونها مملة أو سيئة، لأن مشاعرهم مختلفة.
وهكذا هي الحياة..
لا تحتاج لأن تتغير بسبب شخصٍ ما أو لرأي شخصٍ ما فيك، فالناس مثل الألوان، كل شخص يختلف عن غيره ولن تجد أحدًا يشبه الآخر في كل الآراء والاتفاقات، فصديقك قد يقول على نشاطك إنه ممل، ولكن قد ينبهر شخصٌ آخر بما فعلت ويعجبه كثيرًا لاختلاف رأيه عن صديقك.
ولكن مع ذلك يوجد بعض المعايير التي يجب أن تتغير في المجتمع بأكمله سأشارككم بعضها وأترك البقية لتستنتجها من القراءة:
- يجب أن نحترم آراء الآخرين، وحين إبداء رأينا في شيءٍ ما علينا احترام الشخص الآخر وعدم محاولة تغيير فكره لتجعله منحازًا لك، فكن ناقدًا محترمًا وإن لم يعجبك ذلك الشخص في ذاك النشاط ابحث عن غيره ليشاركك هذا النشاط، فالعالم كبير يا صاح وستجد من يشاركك حب ذلك النشاط.
- لا تكن عنصريًّا في اختيارك للأنشطة ولا تَسِر بآراء الآخرين، علينا احترام آراء بعضنا بعضًا وعدم تخصيص الأنشطة لفئات معينة دون أسباب منطقية وحقيقية، فمثلًا يسمع معظمنا تلك الجملة: هذا النشاط لا يجب إلا على الإناث أو الذكور فقط،.
وينتهي الحديث دون تفسير أو إقناع عقلي جيد، لذلك يجب أن أطرح هنا سؤالًا وأتركك لتجيب عليه: لماذا تسمح للمجتمع بتقييد نشاطك أو حريتك دون أسبابٍ منطقية أو تفسيرٍ ظاهر؟ ولماذا تسير على أهواء الناس وتترك أحلامك وأهدافك تتحطم لمجرد بعض العبارات التي يقولها الناس؟
- ابتعد عن الآراء المحبطة والسيئة التي قد تُسَبب لك الإحباط أو قد تُشعِرك بأنك يجب أن تغير طريقة تفكيرك، فمن الجدير بالذكر في تلك النقطة المهمة أن الناس ليسوا جميعًا طيبين أو حقيقيين.
فنحن نعيش في عالم فيه القلوب تنقسم إلى لونين الأبيض والأسود ولن تجد اللون الرمادي أبدًا، فحين تجد شخصًا ما يقول لك: هذا الأمر لا يليق بك أو لا شأن لك به ولا تفكر به كثيرًا، أو أن أحلامك الوردية تلك لن تتحقق، يجب أن ترحل فورًا ولا تأخذ من كلامه أية كلمة وتطبقها إلا حين يقتنع بها عقلك اقتناعًا تامًّا دون أن تشعر ببعض الاضطراب لتغيير قرارك، وفي النهاية القرار قرارك والحياة حياتك، فعِشْها كما تحب مع احترام معايير المجتمع والدين.
- لا تشعر بالخجل تجاه شيء تحب فعله، واستمر في ما تحب ودَعْك من كلام الآخرين يا صديق، فالحياة لن نعيشها مرةً أخرى، والفرصة التي تأتي اليوم من المحتمل ألَّا تأتي غدًا مجددًا، والكلام الذي يُقال اليوم من الممكن أن يتغير غدًا، فلا تتأثر بحديث ذلك وتلك وتمتع بحياتك لأن الحياة فرصة واحدة.
والآن بعد قراءة تلك السطور يجب عليك أن تفكر مجددًا وتجيب عن تلك الأسئلة بتأنٍ:
من أنا؟
ومن أكون؟
وماذا أحب؟
وماذا أريد أن أكون؟
وبعد إجابتك عن تلك الأسئلة أتمنى أن أكون قد ساعدتك في الوصول إلى ذاتك وأتمنى من أعماق قلبي أن تحقق ذاتك التي ترغب بها، دون المشي وراء كلمات الآخرين التي ستُنسى مع الوقت، ودون الإحباط من صديقٍ أو مَن قد تظنه صديقًا لك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يوليو 30, 2023, 5:17 م
جميلة جدا ... ارجو ان تقراي مقالاتي و تعطيني رايك فيها و شكرا مسبقا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.