توجد خصلة إنسانية ذميمة متفشية في المجتمعات، وهي خصلة الحسد وتمني زوال النعم، فقد يمنُّ الله تعالى على عبدٍ من عباده بفضلٍ كبير، ويكون نوعًا من الاختبارات الإلهية، فيشعر الإنسان بالرضا والشكر لله، وحينها ينطلق أهل الشر وصُنَّاع الخراب الذين يأكل الحسد في قلوبهم الصدئة، ومن ثم يبدؤون مخطَّطهم الرذيل في الكيد لصاحب النعمة، ويضعون كافة العراقيل أمام الإنسان الذي بارك الله تعالى في رزقه الذي يحمد الله على نعمه التي لا تُحصَى.
هؤلاء الذين يظهرون المودة والحب جهارًا. أما الإنسان الصادق مع الله تعالى ومع نفسه، ولأنه يعمل عملًا مضاعفًا، فزاده الله من فضله ولم يبخسه.
رحلة المؤامرات تتوالى عليه من الذين يكرهون الخير لغيرهم، ويرون أن هذا الإنسان لا يستحق ما يملكه من نِعَم، ويتفرَّغون للكيد له، وإبطال سر نجاحه؛ حتى يتوقف، ويقدمون بلاغات كيدية ضده؛ حتى تشغله عن الانطلاق المستمر في عمله، ويمكرون به لعلَّ مساعهم الدنيء ينجح، وينقلب مركب النجاح به، ويغرق هو في عالم الانتكاس.
وقد تخلَّقوا بأخلاق إبليس الذي حسد آدم عليه السلام، ولم يتعلَّموا الدرس القاسي عن عقاب الحاسد من الله، لكنهم لا يسمعون المواعظ، وكأنها درب من دروب الأساطير.
الحسد من الخصل الذميمة التي تهلك صاحبها؛ لأنها تدمره من الداخل، ويصبح مثل شعلة النار المستعرة التي تحترق حتى إن لم تجد ما تحرقه.
والحاسد -للأسف- يظل يحقد، ويسعى بكل ما أوتي من مكر وخداع ومواهب يسخرها في الدمار الشامل لغيره؛ حتى يشعر بالسعادة لأنه نجح في قتل غيره معنويًّا.
الحاقد أو الحاسد مثل العقرب؛ لا يهدأ حتى يفرغ سمومه، وبذلك يشعر بالنشوة ويرتاح.
الحسود -للأسف- متمردٌ على ما قدره الله تعالى من أرزاق قسمها على عباده، لكن للأسف أعطى عقله إجازة، وفرَّغه للإبداع في اصطياد غيره وتعكير صفوه.
ثم إن قلب الحاسد أسود لا يتأثر بمن حوله، كل أهدافه التدمير والإيقاع بغيره.
ويترتب على الحسد أضرار كثيرة، وأخطار عظيمة، وأضرار جسيمة على المجتمع؛ لأنه يفكِّك بين الأسر المترابطة والبيوت المجتمعة، وعلينا نحن أن نقتنع بأن الأرزاق وزَّعها الخالق على الجميع، ومن ثم يجب الرضا، وعدم حسد أي إنسان منَّ الله عليه بفضل؛ لأن من رضي بقضاء الله رفع الله عنه البلاء، وأغناه عن غيره..
وربما من تراه قليل الرزق يعيشُ سعيدًا دون أن يعرف المرض طريق جسده، بل تجد أن قناعته جعلته يعيش جَذْلان دون ندم على شيء، على النقيض من ذلك من يمتلك المال تجده في مأزق.. لكن أعود وأقول كل ذي نعمة محسود.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.