خاطرة "كفر بعد إيمان".. خواطر وجدانية

لطالما كنت أؤمن أن الحب هو تاج الحياة، قصيدة تكتبها القلوب وتعيشها الأرواح، هو الطريق الذي يسلكه المرء نحو الخلاص والسكينة، يشبه الوعد الذي لا ينكسر، والنور الذي لا يخفت.

كنت أصدقه بكل جوارحي، وأتعبد في محرابه كما لو أنه الحل الوحيد للألم، والملاذ الآمن من العواصف، كان الحب في عيني طيفًا جميلًا، وحلمًا أبديًا، لا يتساقط من ذاكرة القلب مهما كانت الرياح العاتية، لكن ما إن اقتربت منه حتى بدأ يتعرى أمامي، ليكشف عن حقيقته القاسية والمرة.

كان إيماني به سخيفًا، بل كاذبًا حين اكتشفت أن الحب مجرد سراب، كم هو مؤلم أن تؤمن بشيء، ثم تكتشف مع مرور الزمن أنه كان محض وهم.

الحب ليس ذلك الحلم الذي يهبك الأمل، بل هو ما يجعل الخيبات تتراكم أمامك مثل جبال لا تستطيع تسلقها، كلما اقتربت منه زادت الآلام، وتكشفت الوجوه الحقيقية للمحبين، لا أمان للحب الذي يبنى على التناقضات، ولا مكان للسلام في قلب تذبحه الخيانة، ثم يعود ليعشق في صباح ويطعن في مساء.

الحب الذي يحترق أمامك، يطفئ النور في عينيك ويتركك غارقًا في عتمة الحقيقة، هو حب لا يستحق منك سوى الكفر به. كيف يمكن للإنسان أن يظل مخلصًا لشعور كاذب؟ كيف لقلوب أن تغسل وجوهها كل صباح ليتساقط منها الزيف، ومع ذلك تُصّر على الاحتفاظ بحب خائن؟ تلك هي القصة المكررة التي نعيشها جميعًا، نطارد سرابًا يبتعد عنا مع كل خطوة.

لقد أدركت اليوم أن الإيمان الحقيقي هو في شيء آخر، ليس في الحب المزعوم الذي ينهار مع أول ضربة، بل في القلب الذي ينبض بأمل حقيقي.

في النجاح الذي يبقى على الرغم من كل شيء، وفي الإرادة التي لا تخون، بعد أن غسلت قلبي من الأوهام، نظرت إلى نفسي في المرآة، ووجدت أنني أفضل دون حب زائف، أفضل دون عاطفة تخدعني وتجرني إلى الهاوية.

لقد كفرت بالحب بعد إيمانٍ طالما عشقته، لا لأنه شعور سيئ، بل لأنه أصبح شريعة العبودية التي أسرتني، أداةَ استغلالٍ للقلوب التي تبحث عن الراحة والطمأنينة.

كفرت بالحب؛ لأنه لا يستحق أن يسكن قلبي بعد الآن، لأنه مجرد إغراء لفظي وتضليل عاطفي الحب الذي يسبب الجراح ولا يشفي، لا يُستحق أن يُدعى حبًا.

أقولها بصدق اليوم: كفرت بالحب، لم يعد له مكان في قلبي بعد الآن، وأهيم بحب نفسي، بحب الحياة التي أعيشها وفقًا لمعاييري، لا وفقًا لأوهام الآخرين. فهل يبقى بعد هذا مكان للسراب أم أن القلب سيعود إلى طبيعته السليمة، فينبض بالحقيقة فقط.

L'amour est un rêve sans réalité

Un feu qui s'éteint dans l'éternité.

الحب هو حلم بلا واقع

نار تنطفئ في الأبدية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة