خاطرة "كشف الخذلان العظيم".. خواطر وجدانية

قد تغلبني الدهشة من هذه العناصر التي دائمًا ما تتلصص على تقفي أخباري، ليس حبًّا - لا سمح الله - في شخصي البسيط، ولكن من أجل تعكير صفو حياتي. وأنا أراها حالة نفسية مَرضيَّة معقدة ومجتمعية، وقد يترتب عليها تبعات كبيرة على حياتي الشخصية. عندما أتعامل مع شخص يظهر على نحو متناقض بين العاطفة الظاهرة والعداء الخفي، فإن ذلك يُوقظ التوتر داخليًّا وحيرة في التعامل مع هذا الشخص ومع المشاعر المتناقضة التي قد يثيرها.

النفاق سلوك يصعب فهمه لي. والشخص الذي يتصرف معي بالود الظاهر ويخطط في الخفاء لإلحاق الأذى بي، يجعل العلاقة به مملوءة بالتناقضات، ويضعني في حالة صراع داخلي: فمن جانب، يخلق ما يجعلني أتعامل معه بنية طيبة لأن تصرفاته الظاهرة تدل على الإعجاب والمحبة، ومن جهة أخرى، توجد شكوك داخلية بشأن نواياه الحقيقية بسبب ما يجري خلف الكواليس. لكنه يخلق لدي حالة إرهاق عاطفي نتيجة التذبذب في المشاعر بين الحب الظاهر والعداء الخفي، كما يضعني في موقف محزن للغاية، لأنني وضعت ثقتي في الشخص الذي يعاملني في الظاهر على نحو رائع، ولكنه في الوقت نفسه -للأسف- يدبر المكايد ضدي.

عندما أتعامل مع هذه الأصناف من البشر الذين يتصرفون بهذا الأسلوب، فإن ذلك يؤثر سلبًا على حالتي النفسية والمزاجية. قد تظهر في شكل مجموعة من الأعراض مثل:

التوتر المستمر: بسبب عدم الثقة في العلاقة وعدم معرفة ما إذا كان الشخص يقصد الأذى أم لا.

الشعور بالإحباط: نتيجة اكتشاف أن الشخص الذي كانت لدي مشاعر إيجابية تجاهه يغدر بي ويطعنني من الخلف.

الانشغال الذهني: التفكير المستمر في تصرفات الشخص وما قد يخطط له.

ويجعلني ذلك أختصر دائرتي الاجتماعية، وأتجنب المشاركة في مثل هذه المناسبات خشية الوقوع في مثل هذه المواقف المخيبة للآمال؛ لأن هذا النوع من العلاقات يسهم في زيادة توتري، ويجعلني أشعر بالعزلة.

الأثر النفسي المترتب على ذلك: الأشخاص الذين يظهرون وجهًا مُحبًّا في العلن لكنهم يمارسون النفاق والضغينة في الخفاء، في اعتقادي، لديهم مشاعر الغيرة أو الحقد أو الرغبة في التسلط. ونياتهم الخفية مرتبطة بمصلحتهم الشخصية أو محاولة القفز إلى الأعلى لضمان مكانة لا يستحقونها، وبذلك يبالغون في تدمير غيرهم.

ولكن علينا أن ندرك أن العيب والتقصير ليس فينا، وإنما في عناصر لا تراعي القيم الأخلاقية. فقد تولدت لديهم الغيرة لأنهم يشعرون بالخطر من وجود عنصر مثلك يهدد مكانتهم. ثم أن لديهم رغبة في السيطرة على الآخرين ليشعروا بقيمتهم، ولذلك يلجؤون إلى أساليب خادعة لتحقيق ذلك. ربما هذا الشخص الموتور الحاقد يعاني ضعفًا داخليًّا وصراعات داخلية تدفعه إلى التصرف بهذه الطريقة كآلية دفاع ضد مشاعر عدم الأمان أو الفشل.

يجب أن نُحلِّل الجوانب النفسية لهؤلاء الأشخاص، وألا نستمع فقط لكلماتهم بل نركز على أفعالهم وتكرار الأنماط السلوكية التي قد تكشف خيانتهم وتلاعبهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة