زكريا عبده عمر عبده أغسطس 29, 2023, 5:08 م

خاطرة "كسر الأصفاد".. خواطر وجدانية

بعد المرور بتجارب قاسية وأخرى حزينة، يتسلل للنفس الشعور بالأسى، وتخالج النفس مشاعر ممزوجة بكثير من الريبة والشك، وتقول في نفسك هل انتهى الأمر!

ألا يزال يوجد بصيص من أمل أم أن الأمر مفروغ منه!

هكذا أنفسنا تبدأ باستقبال هذه الطاقة السلبية، وتتغلغل فينا حتى تستحكم فينا وتعيق تحركاتنا، فنحن إما أن نسمح لتلك الطاقة السلبية بالدخول والتلاعب بمشاعرنا وكسر نفوسنا وتثبيط عزائمنا، أو أننا نقف في وجه تلك التحديات بكل عزم وصبر فنفتح أبواباً أخرى لم نظن يوماً أننا سوف نستطيع فتحها، أو كسر أصفادها لربما مر الكثير من الوقت قبل فتح تلك الأبواب، ولربما بعض تلك الأبواب لم تعُد تناسبك أو تناسب متطلباتك، لربما كانت تلك الأهداف بالأمس القريب من أهم أهدافك، ولكن اليوم لم تعُد بتلك الأهمية، ومع ذلك فعند فتح ذلك الباب فإنه يعطيك نوعاً من الأمل ويحثك على تسارع الخُطى لكي تبلغ أهدافًا أخرى.

فلا تغلق الباب على نفسك وتحاصر نفسك بين مشاعر اليأس والإحباط والقنوط.

يجب أن ترضي نفسك، وأن تهتم بها أكثر من أي شيء آخر، امنح نفسك الثقة والأمل وعند فتح الباب لا تتردد ولو للحظة من أجل الوصول لهدفك.

ستمضي تلك الأيام البائسة وسوف تستبدل بأخرى جميلة، سوف يتبع العسر اليسر، وسوف ترى النور في نهاية النفق مهما كان مظلماً.

فلا تكن أنت السبب في إغلاق أحلامك وتقييدها والهروب منها لمكان آخر.

قيد النفس أشد من قيد الجسد؛ فالأصفاد التي على الأقدام أهون وأيسر من الأصفاد التي على النفس، ولكن بالعزم والجد وبالأمل يسهل فكها والخلاص منها، وستنكسر تلك الأصفاد، وسوف يشعُّ ذلك النور المدفون في أعماقنا، وننفض ذلك الغبار التي حجب عنا ذلك النور.

فأنفسنا إن لم نروِّضها على الأمل فسوف تحشرنا في مكان ضيق، إن لم نكسرها فسوف تكسرنا..

إن نفوسنا كتلك السفن التي في البحر إذا زاد الحمل عليها فإنها ستغرق ونغرق معها، فلنخفف عن أنفسنا تلك الأحمال ونكسر تلك القيود ونعيد بناء أنفسنا مجددًا.

بقلم زكريا عبده عمر عبده

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.