خاطرة «قوة الضعف سلاح فتاك».. خواطر عن الحياة

لو كانت الحياة تُبنى على أساس القوة فقط، لكان الضعف مجرد ذكرى منسية في كتب التاريخ. لكن الحقيقة أننا نعيش في عالم غريب، حيث القوة ليست دائمًا ما تضمن البقاء، والضعف قد يصبح بمنزلة التذكرة الذهبية لمركب النجاة.

تخيل معي شخصًا يبدو ضعيفًا، يتمايل مثل غصن شجرة في العاصفة. هذا الشخص قد يكون أكثر حيلة من أي سوبرمان تجده في الأفلام. في أحد الأيام، سمعته يتحدث مع أصدقائه عن كيفية استغلال شجاعته في الحصول على خصومات في سوبر ماركت عم عبده. "لا تنسوا، كلما كنت ضعيفًا، زاد تعاطف الناس معك!" هكذا قال، بابتسامة عريضة تكاد تنفجر. من يملك القوة عندما يستطيع أن يستغل الضعف ليحصل على ما يريد؟

ثم هناك مسألة العلاقات، الضعف يؤدي دور البطل في عالم الحب. لنأخذ مثالًا على ذلك: شخص يظهر مشاعر الحزن أمام شريكته، ويندب حظه العاثر. بينما هو في الحقيقة يؤدي دور الضحية للحصول على مزيد من الحب والاهتمام. ليس ذلك فقط، بل يعمد إلى تقوية موقفه بعبارات مثل: "أحتاجك في حياتي" كأنها عصا سحرية تُضفي القوة على ضعفه.

وفي ميدان العمل، تجد أن الضعفاء هم من يتصدرون المشهد. أحد زملائي، دائم الشكوى من الضغوط، تمكن من تجنب أي عمل إضافي أو مسؤوليات، في حين الآخرون يشتغلون بلا هوادة. "أنت لا تعرف كم هو متعب أن تكون قويًّا!"، يقولها مبتسمًا، وهو يحتسي قهوته مستمتعًا برؤية زملائه يتنافسون على من يحمل أكبر عبء.

اقرأ أيضًا: ملخص كتاب «القوة الناعمة» لجوزيف ناي

وعندما نتحدث عن عالم الحيوانات، نرى كيف أن الضعف يمكن أن يكون مصدر قوة. لقد رأيت قطة صغيرة تتغلب على كل من في البيت، من أطفال إلى بالغين، بمظهرها البريء. يكفي أن ترفع عينيها الجريئتين نحوك، فتتساقط كل الحواجز، وتبدأ في جني المكافآت، مثل علبة طعام جديدة أو مكان دافئ على الأريكة. إنها تجسيد حقيقي لقوة الضعف.

وفي النهاية، علينا أن ندرك أن الضعف ليس عيبًا. بل هو أداة بيد كل من يعرف كيف يستخدمها. لذا، في المرة القادمة التي تجد نفسك في موقف يشعر فيه الآخرون بأنك ضعيف، تذكر أن لديك سلاحًا سريًّا. قد تكون الضعيف في الظاهر، لكنك أقوى مما تتخيل في الداخل. دع قوة ضعفك تكون دليلك في هذه الحياة الغامضة، واحتفظ بابتسامتك، فقد تكون تلك الابتسامة هي مفتاحك للنجاح.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة