قمة المحاولة: قصيدة توضح صعوبة إرضاء الحبيب، وصعوبة المحاولة في الوصل...
تعبتُ وكلُّ الجهد مني ذابَ
أُحاولُ إرضاءَكِ لكن ما البابَ
أقفلته أمامَ قلبي حائرًا
وكلما طرقتُه زادَ العتاب
أراكِ بعيدةً على الرغم من قربي إليكِ
كأنَّ المسافةَ تكثُرُ بيننا والصِّعابَ
أحببتكِ حبًّا فاقَ كلَّ وصالٍ
لكن خطايَ ما بلغتِ الجنابَ
أهيمُ بروحكِ بينَ طيَّاتِ الهوى
وأعودُ منكسرًا أجرُّ الضبابَ
صعبٌ رضاكِ وإن جاهدتُ كيما
أصِلَ إلى قلبٍ قد أغلقتِ الأبواب
يا ليتني أجدُ في عينيكِ مأوى
فأُريحُ قلبي من هذا العذاب
لكنَّني رغمَ الفشل لا أستسلم
فالمحاولةُ قمةٌ وإن طال الغياب
أمضي وحيدًا والهوى أحمـلُه
كأنني في رحلةٍ لا تنتهـي طلاب
أزرعُ بيدي وردًا في طريقـكِ
لكنَّ أرضكِ لا تُنبتُ إلا السراب
أُهديكِ شوقًا ما له من مثيـلٍ
وتردِّينَ صمتًا يقتلُ الأحباب
أقولُ لعينيكِ إنَّ القلبَ يلهـثُ
لكنَّكِ كالصخرِ لا تـرى الجواب
أصبرُ على جفاءِ الهوى مرغمًا
كأنني أصعدُ قممًا من الضباب
يا حبًّا باتَ أصعبَ من المـحال
ورغم الألمِ أواصلُ الركاب
فلعلَّ يومًا بعد طولِ تعـبٍ
يُشرقُ رضاكِ فأبلغُ السحاب
وإن كنتُ لا أنالُ منكِ وصالًا
فالمحاولةُ مجدٌ وذاك الجواب
أسيرُ نحوَكِ على الرغم من كلِّ تعثُّرٍ
وأحملُ أوجاعَ الهوى والغياب
أُحاكي نجومَ الليلِ علّـِي أجدُ
في ضوئها سرًّا يقرِّبُ الأحباب
ولكنَّ قلبي كلَّما اقتربَ خطـا
عادَ بأثقالٍ تفوقُ السحاب
أُحاولُ نسيانَكِ كي أرتاحَ
لكنَّ ذكراكِ تقتحمُ الأبواب
فكيفَ أهربُ من عشقٍ لعينٍ؟
سكنتِ فؤادي وملكتِ النصاب
أصارعُ أمواجَ الجفاءِ وحيدًا
وأبحرُ في بحرٍ ما عرفَ الصواب
وفي كلِّ محاولةٍ أزدادُ عشقًا
كأنَّ الألمَ ينسجُ في الحبِّ ثياب
فيا حبيبةَ الروحِ لو تعلمينَ
أنَّ المحاولةَ وحدها هي الجواب
فمهما تجافيتِ أو أبعدتِني
سأظلُّ أُعانقُ أملَ الاقتراب
أعودُ إليكِ على الرغمَ من كلِّ هزيمتي
كمن يطاردُ في الصحاري سراب
أحاولُ رسمَ ابتسامةٍ في وجهِكِ
لكنَّ بردَ الصمتِ زادَ اغتراب
أغزلُ لكِ من خيوطِ شوقي قصصًا
وأجدُ في عينيكِ قد أُغلقَ ألف باب
أسألُ قلبي: كيفَ تصبرُ؟ كيفَ لا؟
وكلُّ الدروبِ إليكِ كانت عذاب
أراني غريبًا في عالمٍ أنتِ فيه
فلا النورُ نورٌ ولا الليلُ غاب
لكنني على الرغمَ من الجروحِ أواصلُ
فما الحبُّ إلا صبرٌ على الأحباب
وربَّما يومًا تُشرقُ في قلبِكِ
شمسُ الرضا وتمحُو السحاب
فإن لم يكن فلتكن المحاولةُ
هي النصرُ وهي نهايةُ الكتاب
وإن طالَ دربُ الصمتِ في عينيكِ
فإني سأمضي على الرغْم من كلِّ اغتراب
سأبقى أحاولُ كأنَّ الحبَّ قدرٌ
وكأنَّ القلبَ أُسِرَ دون هروبٍ أو مآب
قد يجرحني البعدُ قد يُطفئُ ضوئي
لكنَّ الأملَ لا يشيخُ ولا يُصاب
أحيا على وعودٍ لم تُقل بصوتٍ
وأبني في الخيالِ أروعَ القباب
أراكِ بقربي وإن كنتِ بعيدةً
كأنَّ البعدَ خُطَّ على ورقٍ وذاب
سأبقى أحاولُ على الرغْم من كلِّ جفاءٍ
فالمحبّةُ صبرٌ وإصرارٌ وانتساب
فيا من جعلتِ القلبَ في حيرةٍ
علِّميه كيف يكونُ للوصلِ جواب
وإن لم تجودي فإنَّ المحاولةَ
ستبقى دليلَ الحبِّ في كلِّ باب
سأمضي وإن كان الهوى مستحيلًا
فلا شيء يثنيني ولا الأوهام
سأحملُ في صدري بقايا أملٍ
وأزرعُ في دربي رغم الألمِ أحلام
قد تغلقُ الأبوابُ في وجهي لكن
قلبي على عهدِ الهوى ما استلام
أحاولُ وأعلمُ أنَّ الدربَ شائكٌ
وأنَّ الوصولَ قد يفوقُ الأنام
لكني وُلدتُ في هواكِ مقاومًا
وأعشقُ صعودَ القممِ مع الآلامَ
فلو طال صمتي لا تظني انكسارًا
فالصبرُ في الحبِّ فنٌ لا يُرام
سأظلُّ أُحاولُ حتى وإن كان
الفشلُ رفيقي والخطى تُساق بالأحلام
ففي كلِّ محاولةٍ حياةٌ جديدةٌ
وفي كلِّ جرحٍ يُولدُ السلام
سأبقى أُحاربُ في ميادينِ الهوى
ولو كان في كلِّ خطوةٍ ألفُ سهام
فلا اليأسُ يعرفُ لي طريقًا يومًا
ولا قلبي يعرفُ كيفَ يستسلمُ للظلام
أصارعُ أمواجَ الفراقِ وحدي
وأبني من الأشواقِ آلافَ الخيام
قد تُخطئُ عيناكِ فهمَ محبتي
لكنَّ قلبي لا يُخطئ مرام
فلو كان الوصولُ بعيدًا بعيدًا
سأبقى أحاولُ على الرغْم من الآلام
لعلَّ في لحظةٍ يزهرُ في قلبكِ
وردٌ يُعيدُ للحبِّ انسجام
وإن لم يُقدَّر لنا وصالٌ أبدًا
فالمحاولةُ وحدها تكفي وسام
فالحبُّ صعبٌ لكنَّني في دربه
أمشي بخطى تحملُ النورَ والقيام
سأبقى أسيرُ على دربِ الهوى
حتى وإن صارَ الفؤادُ حطام
وإن جفتِ السبلُ واشتدَّ العناء
فإنِّي سأبقى أبحرُ دونَ ختام
أراكِ بعيدةً في سماواتِ الهوى
كأنَّ بيني وبينكِ ألفَ غمام
أُحاولُ أن ألمسَ ضوءَكِ يومًا
لكنَّ المسافةَ تزدهرُ بالآلام
أُحاربُ الرياحَ في سبيلِ رضاكِ
وأجمعُ شتاتي مع كلِّ انهزام
فكلُّ جرحٍ هو قصةُ عشقٍ
وكلُّ سقوطٍ يُعلِّمُني القيام
قد لا أبلغُ قلبَكِ لكنَّني
سأظلُّ أحاربُ حتى يتبدَّدَ الظلام
لأنَّ المحاولةَ في الحبِّ نصرٌ
وإصراري هو سرُّ كلِّ انتصار
فلو لم يكن لي مكانٌ في قلبكِ
يكفي أنني قد بلغتُ القممَ بكل عزْم
في نهايةِ الطريقِ سأكونُ فخورًا
أنني جاهدتُ وحاولتُ مع السقام
وإن طالَ ليلي ولم يأتِ النهار
فإني على عهدِ الهوى لا أُضام
سأحيا على أملٍ يولدُ في قلبي
كلَّما ضاقَ بي الصبرُ أو زادَ الظلام
فلو كان الحبُّ بحرًا هائجًا
سأغدو سفينةً تُقاومُ كلَّ حسام
أنتِ الغموضُ وأنتِ المستحيلُ
لكنَّني في عينيكِ أرى أحلام
أراكِ القصيدةَ التي لم تُكتبْ
وأنتِ اللغزُ الذي استعصى على الكلام
سأبقى أُحاولُ كأنَّ الحبَّ طيفٌ
يمرُّ في القلبِ ويأبى الاستسلام
فلو جفّتِ الدروبُ وأُغلِقت الأبوابُ
سأبقى على عهدِ المحبةِ لا أُلام
وفي كلِّ محاولةٍ روحٌ جديدةٌ
تُزهرُ بينَ حطامِ الجراحِ والسلام
فالمحاولةُ عندي هي معنى الحياة
والقمةُ هي أن أبقى رغمَ الزحام
وإن كان قدري ألَّا ألقاكِ يومًا
فقد عشتُ عشقًا يفوقُ الأوهامَ
جميلة حقا لقد تجمعت فيها كل
صفات الجمال
جمال حضورك ،والكلام صفة المتكلم أستاذتنا الفاضلة ولك كل الشكر
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.