خاطرة "قضاء وقدر لكنه الألم".. خواطر وجدانية

أمام قضاء الله وقدره نقف عاجزين مكبلين من دون حول ولا قوة.

حين يبتليك الله بحبيبتيك أو عزيزتيك أو أنيستيك، ماذا ستفعل بيديك أو برجليك أو بقلبيك أو بسعديك؟!

قضاء الله وقدره يقع فقط ولا يهم كيف وأين، فوق رأسك أو على كتفيك أو على قلبك أو أمام ناظريك، هكذا بكل بساطة كن فيكون .

قضاء الله وقدره مؤلم والألم لا علاج له مرات كثيرة، فقط هو من يتحكم وأنت ليس لك من الأمر شيء، ليس لك إلا الدموع والآهات واحتراق من الداخل.

الألم مؤلم ولا يوجد من يصفه ويوفيه حقه ،لا يوجد من يضمده ،من يأخذ منه ليعطيك بدلا عنه راحة.

قضاء الله وقدره فيه الخير لكن لا نراه في تلك اللحظة التي يحل فيها فيقهرنا بسيطرته الكاملة، نعم لا يترك لنا حق الاختيار أو التراجع أو التقدُّم فقط تبقى في مكانك كالصنم تنظر، تعلم علم اليقين، وتدخل وتتجرع ثم لا منفذ لك ولا هواء ولا مساحة ولو كانت ضئيلة تحشر فيها قطعك الخفيفة والثقيلة، نعم فيه الخير ويا ليته كان حاضرًا ملازمًا.

اسأل أي أحد يتألم عن ألمه، أو سأقول لك أمرًا: لا تسأل، أتركه وشأنه يعالج ويعالج وفي الأخير إما هو ينتصر أو يستسلم، دعه وشأنه ذلك المسكين فمنظره وهو يصف حزنه كربة عظيمة. هنا أنا معك أيها المسكين، أذرف دموعك جماعات أو فرادى، متصلة أو متقطعة، حارة أو باردة، مالحة أو مالحة ،لا أظنها يوما ستكون عذبة.

أيُّها المسكين إن كان في كلامي عزاء لك فطرِّزه على قماشك والتحفه في منامك وقيامك.

أيُّها المسكين لا تشعر بالحرج أو بالضعف أو بالخجل، ما أنت فيه أمر طبيعي، فما وقع عليك تَهِدُّ له الجبال، لن تحمله السماوات والأرض، وحملته أنت، إنك جبار وقوي متمكن.

يمر عليك أيام لا تدري ما تفعل بها من شدة ما تفعل هي بك، لا تدري بما تقابلها، لا يصلح لها أي رد، لن تقدر، لن تنعتق، لن تستريح، لن ترأف بك. أنت ما لك إلا الصبر والتجلد، نعم شُد يديك، وهما سيشدان بعضك، وبعضك سيقويه كلك، كن لنفسك سندًا، كل لنفسك حضنًا، كل لنفسك أملاً. 

الصبر متفاوت، فما عندك لا أعلم إن كان عند غيرك، أظنه عندك كثيراً، استزد منه، واشترِ إن استطعت بعضًا منه من أيوب، ألا يمثلون بصبره الذي لا صبر مثله.

عندك أنا متأكدة كنوز الدهر من الصبر، إنك اليوم بحاجتها استعنِ بها، ألم تدخرها لمثل هذه الأيام السود.

إلهي يا من عنده خزائن كل شيء، أغدق علينا من خير خزائنك وآمنَّا من شر ما فيها.

افتح لنا الخير وأغلق عنا أبواب الشر، واجعل قضاءك هيِّنا ليِّنا لطيفا يسيرا.

يا رب إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، رب اجعلنا من الصابرين المُبَشَّرين بالجنة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

سلم نبض القلم والمشاعر
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

متميزة انت بمعنى الكلمة 👍👏.. في انتظار المزيد دائما
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أهلا حبيبتي 👍🏻
كل الحب ❤️
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

عندما تكون كافة العوائق حولك وتعيك طريقك الا ان ايمانك بالله يمنعك من الشكوى ويحثك على المتابعة فهذا هو الإيمان المكلل بالصبر تحياتي ♥️
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم نجل الدين علي صالح البازلي
بقلم امجد احمد عطيه العجارمه
بقلم محمد ابراهيم عباده
بقلم بسمة رمضان السيد
بقلم سماح منذر حلاق