بعد مشقة العمل وعناء المعايشة مع مفرداته، عادَ محاولًا أنْ يسكنَ حيث بيته.. عاد ليستلقي على محط فراشه، كان يرغبُ في ضبط إيقاع الحياة المتذبذب لديه.. فكل المرسومات التي بدت على ملامح وجهه والعلامات الدالة على وضعية الحركة لديه، باتت تُرجح كفة الخلود بلا شك إلى عالم النوم العميق.
وبينما هو كذلك بدأ يشعرُ بها في كل مكانٍ يذهبُ إليه.. إذا نظر في المرآة حطَّت بأنفاسها من خلفه، حتى في عميق التفكير بعيدًا عنها، رآها دائمًا وقد احتلت كل عناوين الفكر من حوله.
ومن شدة اشتياقه إليها تراهُ يعيشُ ألمًا قد استوطن في ثنايا رأسه.. وفي حين يفرضُ الصمتُ كلمته على أجواءِ كلِّ المكان، وكلُّ أصواتِ الخلائقِ قد ماتت في أُذنه.. وعلقت نبضاتُ قلبه في إيقاعاتٍ لم تعد ملكه.. عندها شعر أنَّ جميعهم بات يراهُ، لكنه لم ير شيئًا وكأنه وقد تجمدت عينه..
وبينما هو كذلك رآها قد دنت من محط مرقده وفراشه.. رآها كما لو أنها قد أتت من حُطامِ عالمٍ بلا حصون.. فدارت في خلده الدوائر وسكنت في عقله كل الظنون.. وتلعثم منطوقهُ في سِره وفي علنه، فما عاد يعرف من هو ومن يكون..
قال لها: "من أنتِ؟!".
قالت: "أنا التاريخُ يسكنُ المجد في لجِّه وتحت قدماي عِزٌّ تراه قد ظهر".
"فلا تستمعْ لمن يحارب مجدي أو يهجوني بلفظٍ أو يرميني بحجر".
"يتعجبون لأمرٍ في الكُتبِ قد ذُكر، فدروعهم مثل الزجاجِ حتمًا سوف تنكسر".
"يظنون أنَّ ساعة الزمنِ باتت لهم، لكنَّ عقاربها غدًا عليهم بين لدغٍ وضرر".
"ترى حلاوة المنطوق في لسانِ عظيمهم، في حين لم ينفك قلبه قد خان وغدر".
"ترى خبيثهم بين القطيع يرتدي ثوب الحمل، وإذا خلا بنفسه تراهُ ذئبًا قد مكر".
"فأنا الذي يسكن في داخلي زمزم الماء، أما هم -عجبًا- فيشربون أُجاج المطر".
"أنا الذي يظنون أنني في قبور التاريخِ قد متُّ، لكنَّ بعثي عمَّا قريبٍ فانتظر".
الله الله الله على الجمال... حاجة في قمة الروعة
قمه الجمال يا استاذنا الله يبارك فيك
ما شاء الله تبارك الله..
كالعادة تستسلم الكلمات أمام أقلامك
أعلنت عليها الحرب فلم تقوى أن تقف أمامك..
بالتوفيق والمزيد من الابداع
حبيبي الغالي، أنتم مشروع جميل لكل جميل...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.