في حضرة الليل...
أمشي بلا أثرٍ، كأنَّ خطايَ أسئلةٌ
تُرخي على الدربِ لحنَ الريحِ في القُربِ الرحيبِ
أبحثُ عن وجهِ الصباحِ في مرايا الصمتِ،
تأخذني قُدمًا رؤى في قلبِها سرُّ المغيبِ
أينَ الزمانُ؟ أراهُ يسكنُ في ارتحالِ الطيفِ،
يمحو عن الذاكرةِ مساراتِ الهروبِ
فيا قلبًا يُصارعُ منتهى الأملِ،
ويا عينًا تراقبُ في السماءِ قمرَ الغيوبِ
ويا حُلمًا يُراودُني كغيمةِ صيفٍ مرتحلة
يمدُّ ظلالهُ فوقَ الصحاري والأفقِ العجيبِ
هل أجدُ في صمتِ الدجى بعضَ ملامحي؟
أم أنَّ ضوءَ العمرِ يُفنى في محيطٍ لا يُجيبُ؟
وأمشي... في صحاري الروحِ وحدي
كعابرٍ في ليلِ غربتِهِ غريب
وأحملُ في كفِّي رمادَ حكايةٍ
عن عاشقٍ ضلَّ الطريقَ بلا رقيبٍ
خطاهُ تاهتْ في المساءِ كأنها
نغمةٌ نَسيتْ اللحنَ في الوترِ الكئيبِ
وأنا، أُطاردُ ظلَّ نجمةٍ
كانت تُنادي من بعيدٍ: يا حبيب
لكنها غابتْ، وتركتْ في أضلعي
جُرحَ السؤالِ وحيرةَ القلبِ الغريبِ
فأمضي، والخطى تهوي كأنَّ
الدربَ بحرٌ، والرجاءُ هو المغيبُ
وأمشي، والليلُ يروي لي حكاياتِ السراب،
كأنَّ في الأفقِ وعودًا أو بقايا من خِطاب
أخطو كأني لستُ مُنتميًا لأرضٍ أو سحاب
أحملُ حُلمي في يدي، وأُبحرُ بلا مجدافٍ ولا صحاب
فيا ليلُ، كن لي رفيقًا واحتضن شجني
ربما غدًا يشرقُ الفجرُ، وأجدُ في النور جواب
ويا دروبَ العمرِ، رفقًا؛ إنني
ما عدتُ أرجو غيرَ وصلٍ في الغياب
أبحثُ عني في حنايا الليلِ، لعلني
ألقى بقايايَ تروي قصةَ الروحِ المُعاب
فيا ليل، قل لي: كيف أمضي هكذا في دربٍ لا أملٌ يلوحُ فيه ولا شباب؟
فأنا المسافرُ في رؤى الأحلامِ، يحملني
شوقٌ كنهرٍ صامتٍ بينَ السراب
أمشي، وأحملُ في جفوني كلَّ أقداري
رغمَ الثُّقوبِ، وألفِ بابٍ قد توارى واختفى خلفَ الحجاب
لكنَّ قلبي لم يزلْ طفلًا يُحادثُ نجمةً
في غفلةِ الليلِ، ويسألُها عن سِرِّ الغياب
ويذوبُ عن دربِ الأماني كلُّ سِترٍ أو حجاب
أخطو كأني لستُ مُنتميًا لأرضٍ أو سحاب !!
أيةُ مشاعر وأيُ جرحٍ دفع الكاتب للخروج بتلك العبارة؟؟
أخطو كأني لستُ مُنتميًا لأرضٍ أو سحاب !!
أيةُ مشاعر وأيُ جرحٍ دفع الكاتب للخروج بتلك العبارة؟؟ ....نصُ لامس قلبي وننتظر المزيد👏
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.