خاطرة "في الوقت المناسب".. خواطر اجتماعية

"أنا في الوقت المناسب سأفعل كذا".. هي عبارة تحمل أبعادًا نفسية واجتماعية وعملية. حينما يردد شخص أنه "في الوقت المناسب سأفعل شيئًا ما" فإنه يشير إلى أن لديه ترددًا أو قلقًا أو يبحث عن اللحظة المثالية التي يشعر فيها بالراحة الكافية أو الاستعداد الكامل لما يفكر فيه.

قد يكون هذا التوقيت مرتبطًا بشعور داخلي أنه غير مستعد أو يسيطر عليه الخوف من الفشل.

اقرأ أيضًا متى يأتي الشخص المناسب؟!

الدافع النفسي وراء التأجيل

في بعض الأحيان يكون الدافع النفسي وراء التأجيل هو الخوف من الفشل، أو يعتقد أنه لا يمتلك المهارات أو المعرفة اللازمة للقيام بالعمل بنجاح. وبالتالي، يرى أن الوقت المثالي هو عندما يشعر أنه أكثر قدرة أو استعداده أكبر..

بعض الأشخاص لديه الإحساس أن الظروف يجب أن تكون "مثالية" لكي يحققوا هدفًا ما. لكن الحقيقة هي أن الظروف المثالية قد لا تكون موجودة أبدًا، وهذا يؤدي إلى التأجيل المستمر. في الواقع، قد يكون التوقيت المثالي هو التوقيت الذي يقرر فيه الشخص أنه مستعد للخوض في الأمر بغض النظر عن المعوقات.

إذا كان الشخص يتحدث مع آخرين، فقد تكون العبارة تعبيرًا عن احترام لاحتياجاتهم. قد يريد الشخص أن يتأكد من أنه في حال قرر القيام بشيء ما، فإنه سيقوم به عندما تتوافر جميع العناصر الضرورية لتحقيق النجاح، أو حتى لإرضاء الآخرين.

قد يكون الشخص ينتظر الوقت المناسب للقيام بشيء يتعلق بالآخرين، مثل تنفيذ خطة أو مساعدة شخص آخر، وهذا قد يعني أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة الظروف أو وضع الأشخاص المعنيين في الحسبان.

ويمكن أن يكون الشخص في موقف يحتاج فيه إلى التنسيق مع آخرين قبل اتخاذ خطوة معينة. قد يكون بحاجة إلى اتفاق جماعي أو تعاون من أطراف متعددة قبل اتخاذ قرار حاسم.

في هذه الحالة، ينتظر "الوقت المناسب" الذي يضمن حدوث التنسيق المطلوب. "الوقت المناسب" ليس مجرد مسألة نفسية أو اجتماعية، بل يرتبط بعوامل خارجية مثل المعرفة أو الموارد أو التوقيت الزمني الذي يكون فيه الشخص مستعدًّا من الناحية العملية.

قد يكون الشخص في حاجة إلى تجهيز معينات أو موارد للقيام بالفعل المطلوب. على سبيل المثال، قد يريد جمع مزيد من المعلومات، أو تحضير الأدوات اللازمة، أو تأمين الظروف الملائمة التي تضمن أن يكون العمل فعالًا.

في هذه الحالة، التوقيت مرتبط بالتحضير، وعندما يجد هو بنفسه "الوقت المناسب" الذي تتوافر فيه الفرص الملائمة لتحقيق الهدف.

مثلًا، قد يكون الشخص في انتظار وقت محدد للحصول على التمويل أو الدعم أو حتى الفرص التي لا تكون متاحة في كل وقت. لذا فإنه يرى أن "الوقت المناسب" يتطلب ظروفًا موضوعية خارجة عن إرادته.

لكن من الضروري أن يفهم الشخص أن الوقت المناسب لا يعني دائمًا انتظار الظروف المثالية، بل هو مزيج من الاستعداد الداخلي، والتوقيت الواقعي، والقدرة على اتخاذ القرار. قد يكون التحدي الحقيقي هو معرفة متى يجب أن يبدأ في اتخاذ خطوات بدلًا من انتظار اللحظة التي قد لا تأتي أبدًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة