بشرى حسن الاحمد مارس 27, 2023, 11:14 ص

خاطرة "فيلم نرجسي".. خواطر اجتماعية

إنك قد تنشأ في بيئات تحتوي على أبشع وأقذر أنواع البشر والاضطراب النفسي والجسدي.. بيئات تخلق بداخلك وخارجك جثة تتنفس، وبعد عشرين عامًا من تواجدك في هذا المستنقع تُتوَّج بلقب مريض نفسي/ نرجسي/ معقد.

وبعد أن تُتوَّج بهذا اللقب تبدأ في ممارسة جثتك التي تتنفس في الحياة التي لم تختر منها شيئًا. هنا ينشأ منك مراهق فاشل يلج إلى أقذر أنواع البشر لكي يخدِّر نفسه ولو ثواني عن الواقع.

وبعد ذلك ينشأ منك طالب جامعي بكلية الأمراض النفسية التي تظن أنها ربما تكون المنقذ.. وبعد ذلك يأتي دور الحياة الزوجية التي تعتقد أنها المنقذ الوحيد.. وحينها يبدأ دورك كشريك فاشل لا يعرف شيئًا عن الطرف الآخر غير أنهم يجب أن يكونوا في المنزل نفسه.

كل ذلك ربما يكون طبيعيًّا، وفي بعض الأوقات يحدث ولكن الدور الأبشع والموقف الصارم عندما تُتوَّج بلقب الأم أو الأب وفي بعض الأحيان تحصل على اللقبين، وحينها تبدأ مسيرتك مع طفلك الذي ستزرع بداخله كل شيء منك.. حينها تخلق نسختك المصغرة منك.. سيتعايش طفلك وينمو على نرجسية الأب وقسوة الأم.. وهنيئًا لك ما فعلت.

وبعد هذا السيناريو وفي هذا الواقع القذر أنت لا تفكر بأصلح شيء لنفسك، لا بل على العكس تكمل مسيرتك النرجسية وبكل فخر.. وحينها يأتي دور الخيانة الزوجية.. في هذا الوقت أنت تركِّز جيدًا على الفريسة وتختار شخصًا خاليًا من أمراضك النفسية.. ومجددًا تزرع أقبح ما خلقت بك الحياة من مشاعر في هذا الشخص.

وبعد كل هذا الفيلم أيضًا لا تفكِّر في حل أي عقدة لديك، لا بل تفعل العكس تمامًا.. حينها تكتمل قناعتك بنفسك وتدرك أنَّ كل ما فعلته كان طبيعيًّا وأنت شخص مسالم وخيالك المتسخ يقنعك أن الحظ لم يحالفك..

وهذا كل ما في الأمر.. لا يهم الضحايا ولا يهم طفولتك ولا يهم عائلتك.. حتى البيئة التي ساهمت بنرجسيتك الآن أنت مقتنع أنها طبيعية.

بقلم بشرى حسن الاحمد

كاتبة مقالات اجتماعية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة