عبد الكريم محمد العيسوي أغسطس 2, 2023, 1:19 م

خاطرة "فلسفة النجاح".. خواطر اجتماعية

فكرة النجاح في الحياة لها علاقة وطيدة بذاكرة الإنسان بمناسبة حملها لمعلومات لها صلة بالضرورة بتصرفاته التي من شأنها تحديد مصيره منها، والإنسان لما يعجز عنها يعيش في حالتين إما التغيب والسبب من ورائه هو رفض الواقع أو التضليل كون أن الشخص لم يتلقَ مستوى رفيعًا يمكنُّه من الحالة الأولى.

فعن التضليل، لما الإنسان يكون بعيدًا عن الواقع بفعل عدم تفهمه للحياة إلا من جانبها المشرق والجميل بغض النظر عن الظروف التي يعيشها .

ومن أوجب الواجبات على الإنسان دائمًا هو أن يتفهم ذاته ونفسيته وتقلباته ومزاجيته وأن يكون بصيرًا على نفسه، ومن الواضح أنَّ تصرفاته كإنسان ترتبط كثيرًا بماضٍ له علاقة بمعلوماتٍ تأتي بالدرجة الأولى من أصلِه، خاصةً في مجتمعاتِنا الشرقية، أيضًا بمعلوماتٍ اكتسبها من أسرته من خلال التربية، إضافة إلى المجتمع وهو العامل الأكثر تأثيرًا على معلومات الشخص المتعلقة بحياته، ولا ننسى النظم التعليمية والمؤسسات ويطابقُها بما يراه، غير أنَّ الإنسان حيال هذه الحالة نسيَ شيئًا مهمًا وهو قرارُه المحدد حيال كل ذلك.

وعن التغيب، فعجزنا عن المثول أمام أنفسِنا بثوب الرضا لما أتممنا من إنجازات كفيلة لتكوين شخصيتنا من مختلف الجوانب تحيلُنا لأن نعيش حيال إنجازات وهمية في نظرنا ويكأنها ريادة فضاء، أو أن نكون في حالة تقلب على فراش الفخر بمحتوانا الإرثي من مجدٍ الماضي وبعض الأفكار المنقرض زمانها، نلجأ إلى ذلك الكهف ونتغنى به لأننا نرى فيه معنويات مشرقة وننفق إرث ما تحصلنا عليه من هالكينا.

وأمام تلك الحالتين عند الحديث عن الصحيح من التصرفات دون الخطأ لما استقبلنا من أمور جد جدُّها، نكون إما سلبيين ومنكدين إن وصفنا الواقع وفق ما هو لا من خلال رؤيتنا، فقد تكون رؤيتُنا لا توافقه بالضرورة، ونرى الخطأَ من التصرفات إن أحدث فرحة للوسط وصفناه إيجابيًا، وكان ذلك معيار الرشاد لنا، بالمختصر نفسرُ الصحيح من خلال مشاعرِنا لا وفق أسس علمية، نفسر الصحيح من الأمور من خلال ما يريح أبداننا وأنفسَنا ويعين مشاعرنا على التخلي عن كل ما هو نقيض فرحها.

نهاية يقول رب السماء في محكم التنزيل: (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)) [القيامة: آية 14،15]

بقلم عبد الكريم محمد العيسوي

ناشط لدى المكتبات و المؤسسات الثقافية . أحمل شهادة الليسانس في القانون الخاص . و أدرس الماستر في قانون الأعمال .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة