خاطرة "فخ أحلام اليقظة".. خواطر وجدانية

إن احلام اليقظة هي داء هذا العصر، فإن كثرت دلَّت على عدم تقبل الحاضر والتحسر على أخطاء الماضي.

فلماذا لا نتقبل الحاضر؟ ولماذا نتحسر على أخطاء الماضي؟ ولماذا تنشأ هذه الأحلام؟

الحاضر هو الآن أو اللحظة الحالية التي أمامنا. إذًا لماذا لا نتقبله؟ لأنه هو عدو الأنا خاصتنا؛ فهو ليس مبتغاها، فالأنا لديها تصورات محددة عنا وعن العالم.

تصورات محورية غير واقعية تبني هذا العالم على أساس أننا أبطال هذه القصة الدرامية التي تُسمى الحياة، فلا يرقى الحاضر لهذا التصور فترفضه، وتتوالى هذه الأيام على هذا الحاضر فيصبح ماضينا، فكما لا نطيقه في تلك اللحظة لا نطيقه الآن فنتحسر عليه.

تتصور الأنا -على أساس أنها بطلة قصة الحياة- أن الواقع سوف يكيف نفسه لها، فتتطلع إلى المستقبل بلا جد أو عمل أو تدبر، فهي (الأنا) كسولة الطبع؛ لأنها استحقاقية (تريد كل شيء بلا مجهود، فقط لأنها هي! هي).

فمما سبق عرفت الآن أن التحسر على الماضي والتطلع إلى المستقبل هما وجهان لعملة واحدة هي الأنا، عندما تتوالى الأيام على هذه الأنا، ويزداد تحسرها على ما فات (الماضي) وقلقها على ما يأتي (المستقبل)، يكون لها خياران؛ إما تقبل الحاضر وإما الهروب منه. فيا ترى ما الذي تختاره؟ نعم.. بكل تأكيد الهروب، فتنشأ أحلام اليقظة، ويكون محور هذه الأحلام

يومًا ما سوف أكون (التطلع الى المستقبل)، شرط تحقق المستحيل (تحريف الماضي)، نجاح باهر ومجد (شعور بالاستحقاق)، سعادة لا توصف (الوصول إلى الرضاء).

فما الحل في حالة الوقوع في هذا الفخ؟

إنه النضج، وفهم أنك لست محور هذا الكون، فهم طبيعة الحياة وأنها تسير كما تسير! وبعدها الانشغال الفعلي بتحسين جودة حياتك.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة