خاطرة «غادر مهما كان الرحيل قاسيًا».. خاطرة حزينة

غادر إذا شعرت بأنك غريب، غادر إذا لم تشعر بمودة الآخرين، غادر عزيزًا كريمًا مهما كان الرحيل قاسيًا غادرًا وحسب، غادر الأحاديث، غادر كل ما لا يتعلق بك، كف عن المشاركة بشيء لا يخصك، لا تصدق أي رابطة، فأنت وحدك، وهم وحدهم؛ لأننا أصبحنا نعيش في عالم لا يعترف بالقومية، ويقدس الفردية.

اقرأ أيضًا: أشهر إستراتيجيات التعامل مع اضطراب التواصل الاجتماعي

أنت لست سوى أنت، فأنت لا تمثل أحدًا، ولا أحد يمثل الآخر، أخطاؤك تمثلك، ونجاحاتك كذلك، أما أننا ننتمي إلى بعضنا، فذلك حديث كذب، فقد أصبح العالم غريبًا، كل منا غريب يتمتع باستقلاليته، له حياته الخاصة، وعالمه الخاص مهما جمعتنا الذكريات والأسماء، وقربت البيوت وحدود الوطن نحن أغراب عن بعضنا البعض؛ لذلك غادر باكرًا، غادر قبل أن تطرد، واهرب عن كل ما يخص الآخرين، واصنع حدودًا لنفسك، ولا تسمح لأحد أن يشاركك حدودك.

تذكر دائمًا مهما طال البقاء، سيأتي وقت سترحل به، إنه عالم محكوم به البقاء وحدنا وخصوصيتنا، وذلك ليس شيء سيئًا، الجميع زوار عابرون على هذا الطريق، ثم هم راحلون.

لكل منا رحلة، وكثيرة هي المحطات؛ لذا علينا الاعتياد على فكرة الغربة، وفكره الوداع، علينا تقبل أننا لا ننتمي إلى بعضنا بعضًا، وأن حياتنا ليست سوى ساعات وربما دقائق أو أيام، وقد تكون سنوات، ثم بأي لحظة سيحين الوداع، فقد يحضر الموتُ أحدنا، وقد يُكتب لنا الافتراق في مسارات الحياة المختلفة.

وقلت سابقًا: إنه عالم فرداني، الفرد يعبر عن نفسه وحسب، وما من جماعة، فقد تجمعكم بعض العناوين من حدود وطن ولغة واحدة، لكن لا انتماء، ولا صلة تجمعك بالآخرين كثيرًا جدًّا، هم الراحلون والقليل القليل من الباقين الذين لم يحن وقت وداعهم وحسب.

غادر، واحمل معك مشاعرك الخالدة، فمشاعرهم مثلهم، ترحل وتتغير بسرعة، تكاد تعجز عن تصديق الحقيقة؛ لذا تقبل الفكرة سريعًا، واحمل حقائبك وغادر كل شيء، تقبل عدم وجود ما يعنيك، أما الآخرون فهم في دائرة غير المهم؛ لذا غادر غريبًا، وتقبل غربتك وغربتهم، فهذه حقيقة اليوم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة