عزة حسين علي فبراير 2, 2023, 1:11 م

خاطرة "عن تجربة".. ج3 خاطرة اجتماعية

لا بدَّ لأحدٍ منا ولو لمرة أنه سمع عن مفهوم التقبل والتسليم والرضى، الذي من شأنه أن يسمح لنا بالعيش في سعة من السلام الداخلي وصفاء النفس، فنسمع بأن أترك الأمر لله تقبل، سلم، توكل..

كما أنه لا بدَّ أن سمع أيضاً بذلك المفهوم المناقض للتسليم والتقبل وهو لا يقل عنه في الوُجود والزخم والنصائح التي تشجع العمل به، فنسمع لا تستسلم قاوم غيير تحرك تحكم لا تيأس حاول استمر بعيداً عن الفلسفيات والمفاهيم صعبة التصوُّر ، وعن تجربة "يمكنك أن تقاوم وأنت متقبل ومسلم في ذات اللحظة!

مثل ما نعرف أن هناك شعرة فارقة بين الغرور والثقة بالنفس، بين التعلق والأمل بين الإحباط واستراحة المحارب، تلك هي شعرة الميزان، فهي أيضاً بين المقاومة والتسليم، حيث يمكنك أن تحقق ذلك بالممارسة ومراقبة الشعور ورادات الفعل..

قاوم وحاول واستمر، لكن أيضاً سلِّم وتقبَّل النتائج وادرسها، هل ظهرت بهذا الشكل لخلل ما في سعيك أم لعدم جدوى الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟

وفي الحياة ستجد الكثير ممن يمثل قطباً واحداً، فهناك مشجعو المقاومة، وهناك مشجعو التسليم والقبول كل في حزب مناهض للآخر..

وأغلبهم لا يعلم أن بإمكانهم الالتقاء عند نقطة المنتصف..

قاوم الكسل والتسويف والتردُّد وتقبل الإخفاق والخوف والفشل..

قاوم المعيقات، وكن واعياً بما يمنعك من الوصول إلى أهدافك، وتقبل نتائج سعيك، واربطها بوعيك ومؤهلاتك ووضوح رؤيتك في كل مرة..

وعن تجربة "في التسليم لله رضا وراحة، وفي مقاومة ما يمنع عنك ذلك متعة وشغف وسعي وتجربة وتعلم وحكمة".

اجتهد في تطوير ذاتك، وقاوم كسلك في جمع المعلومات وتخاذلك في السعي للتخلص من عاداتك السيئة ولكن، تقبل عيوبك ولا تقمعها ولا تشعر بالعار منها، حاول إيجاد شعرة الميزان في ذلك..

اجتهد في تربية أبنائك، وقاوم كل ما قد يضرهم أو يمسهم بسوء، ولكن تقبل اختلافهم عنك وارضَ بتجاربهم وعيوبهم..

اتخذ ذلك في جميع جوانب حياتك.

لعلَّ مفهوم التسليم والمقاومة متناقضان، لكن يمكننا مزجهما بوعي لنحصل على ذلك النور، الذي يليق بعظمة خلقنا المتكون من متناقضات جميلة جسد وروح، عقل وقلب، ذكر وأنثى، يمين ويسار، سالب وموجب.

وفي تجربتي أيضاً حتى مزيج المذاق المتناقض ينتج شيئاً فريداً دائماً، وجلل الله الخالق سبحانه..

قاوم وحاول واستمر... وارضَ وتقبل وسلم أيضاً..

كل الحب..

استكشف المزيد حول خواطر الرضا خاطرة إجتماعية

بقلم عزة حسين علي

عزه حسين ، كاتبة بالهواية \ مهتمة بالتعبير عن كل ما يثري الإنسان في رحلته الى ذاته ،،، اكتب ما اختبرته وما اشعر به ،،، ليس لذاتي هوية او حدود انا كل شيء ،، وكل شيء انا

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة