زكريا عبده عمر عبده مارس 20, 2023, 8:35 ص

خاطرة "عندما تكون أنت الضحية".. خواطر وجدانية

ستكون في تلك الظلمة، وتكون في تلك الحفرة العميقة لفترة طويلة جدًا.

ستجعلك تعيش في حيرة ودهشة لم تكن تتوقع أو تتخيل أنك ستصل إلى هذه النتيجة المؤلمة، ولكنها بنفس الوقت ستفتح لك نافذة أخرى وستذهب بك إلى مكان آخر.

مكان انفتح لك فجأة رغم ما مرَّ بك من هيجان ومن عواطف ومشاعر مختلفة تمامًا قلبت أفكارك، وغيَّرت من مشاعرك حتى ظننت أنها النهاية.

المرحلة الجديدة التي سوف تدخلها وستكون في طور الإنشاء.

مرحلة ستغيِّر حياتك تمامًا بل أفكارك ومعتقداتك، ستجعل منك شخصية أخرى، شخصية كنت تنقدها سابقًا بل وتحتقرها، وكنت تستبعد الوصول إليها.

ولكنك اليوم تأسس لها بل وتتماشى مع قوانينها، نعم سوف تأخذ منك الكثير وتجعلك دمية بين يديها وحبالها، وكلما أردت الخروج منها رجعت إليها مرة أخرى.

صحيح أنك خرجت وبصعوبة من تلك الحفرة ومن تلك الظلمة ولكن هذي الحفرة والظلمة التي مررت بها أخرجتك عن طورك وعن جوهرك الحقيقي ومعدنك الأصيل حتى أصبحت كالقارب الصغير الذي تتلطم به الأمواج، فلا تعلم كيف ستكون النهاية، ولا تعرف ما هي الخطوة القادمة.

يوجد من يخرج من تلك الحفرة والظلمة ولكن يعكسها بطريقة إيجابية فتعلمه ما كان يعطي على بصرة وما كان يعمي بصيرته فينتصر عليها بل ويستفيد منها.

ويجعل من سمها دواء ومن لدغتها بلسمًا، وهكذا جميعًا مررنا بمثل هكذا التحارب، ولكن الفرق بيننا أن كل منا اختار طريقًا معاكسًا وهنا يكمن الفرق.

فاختر لنفسك أحد الطريقين واجعل تلك الظلمة نورًا تضيء به نفسك ويستأنس به غيرك.

لا إنه إذا لم نستفد من تلك الطرق الوعرة التي اعترضت طريقنا والتي أعاقت وصولنا لأهدافنا فإننا رغم خروجنا منها إلا أننا صرنا حفرة أخرى لغيرنا فليس من الحاذقة في شيء أن نجعل غيرنا يقع فيما وقعنا فيه، أو أن يشعر بما شعرنا بها كي نرضي نوازعنا ونلبي رغباتنا وشهواتنا.

وسبب وقوع غيرنا بما وقعنا فيه هو أننا خرجنا وعند سؤالهم لنا أجبناهم أننا كنا في نعيم وأنه طريق معبد تكوسه الأشجار وتتخللها الأنهار وتزغرد العصافير، فيدخلون التي الحفرة التي لتونا خرجنا منها

فاختر لغيرك ما تختاره لنفسك، وجبنا غيرك ما تريد أن تجنب به نفسك، وهكذا تكون قد ساعدت نفسك وغيرك.

بقلم زكريا عبده عمر عبده

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.