ورده يحيى ظاظا مارس 24, 2023, 9:26 م

خاطرة "على بصيرة".. خواطر أدبية

نحن من جديد نقرر أن نعود لما كنا عليه في السابق، أي في عهدنا القديم مع الإله، أي لما كنا صغارًا جدًا بقلوب واسعة، قلوب قد أمكنتنا من رؤية الله كما يجب أن نراه، المتفرد بالقدرة، والقوة.

حسنًا نكبر قليلًا، ينمو عقلنا ومع ازدياد التفكير تنمو مساحة الاختيال والغرور، فنظن أننا بعقولنا الصدئة تلك قد أصبحنا كبارًا وقادرين على حل أمورنا بنفسنا.

نستطيع نحن بعقولنا الصغيرة أن نضع خطة محكمة نهزم بها القدر، ونسيطر على الأحداث، ونسطر سطورنا بعيدًا عن القلب والروح، لا ندري أن ما نحن فيه ما هو إلا توغل بالجهل.

فالقدر يمشي بأمر رب القدر، أي سنبقى معطلين إن لم نسمح للقلب أن يستمع والروح أن تنصت، خطوات تحتاج أن نعيد لطفلنا الصغير بعضًا من حقوقه ولكن...

تبدأ الدوامة حين نعارك الطفل في داخلنا، ونشجبه ونحمله آثام جرائم قد قامت على عاتق شتاتنا وتخبطنا بين التوكل والتواكل في أننا نخرسه ونأبى أن نجيبه.

يستنجد بنا لنستمع له، فهو يعرف الطريق جيدًا، طريق طالما كان سهلًا ويسيرًا ولا يحتاج إلى التفكير بقدر ما يحتاج إلى التفكر، لا يحتاج إلى تخطيط بقدر ما يحتاج إلى توكل.

لا يريد منا صخبًا بقدر ما يريد هدوءًا وروية، كل ما بين أيدينا وما حولنا وما هو من خلالنا سيجري بتقدير خاص ومدروس من جهة أعلى وأكبر من تصوراتنا.

إنه كون كبير على رأسه رب عظيم يدير أدق تفاصيله، وأعني بذلك أحلامنا الكبيرة والمرهقة التي فعلت بقلوبنا ما فعلت، وأعمارنا المتمادية في القِصر، تلك التي تنساب من بين أيدينا دون القدرة على إمساكها، وآمالنا التي طالما منينا بها أنفسنا دون أدنى بريق.

أعني بذلك علاقاتنا تلك التي فرضها علينا القدر، أو أقحمنا بها أنفسنا رغمًا عن الجميع، وتلك التشابكات المضنية التي نعانيها، أعني بذلك مخاوفنا وهواجسنا التي تحرم أعيننا من النوم الهانئ والباب الهادئ.

لا تقلق وإن كنت صغير الحجم وضئيل المعرفة ومحدود الفكر.

لا تقلق وإن كنت سلسلة متواصلة من الفشل والأخطاء والذنوب والآثام.

لا تقلق ولكن توكل، وكن على يقين أنك أنت بكل ما أنت عليه لله وإليه راجع.

وأعد لذلك الطفل حقوقه المسلوبة، ودع له مساحته وليتوكل على الله كما يشاء، وليرَ الله بعينه النقية.

-خاطرة "ابدأ من جديد".. خواطر وجدانية

استكشف المزيد حول الطريق خواطر خواطر أدبية

بقلم ورده يحيى ظاظا

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

عبدالواحد الشعيري

مارس 25, 2023, 5:52 ص

جميل ورائع وابداع متواصل

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ورده يحيى ظاظا

مارس 29, 2023, 7:40 م

شكراً هذا من لطفك

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة