عندما كنت صغيرة في سنوات مراهقتي قرأت مقالًا لكاتبة سعودية في أحد أعمدة إحدى الصحف، وأعجبت بالمقال، ولا يزال راسخًا في رأسي إلى يومنا هذا بعد كل هذه السنين، المقال يتحدث عن فكرة الخلاص والمخلص.
ذكرت الكاتبة أن البشر جميعهم بكيفية أو أخرى ينتظرون الخلاص، والمُخلص الذي سيخلصهم مما هم فيه، فالعاطل ينتظر الخلاص بالوظيفة، والعازب ينتظر الخلاص بالزواج، والمتزوج الذي في زواج غير سعيد ينتظر الخلاص بالطلاق، والطالب ينتظر الخلاص بالتخرج، والمديون ينتظر الخلاص بالأموال وسداد ديونه.
والشعب الذي يحكمه طاغية ينتظر الخلاص من الطاغية، وينتظر مخلصه سواء بانقلاب عسكري أم غيره.
لاحظ في جملي السابقة جميعها أنها لا تخلو من كلمة (ينتظر)، فضلًا على أن فكرة انتظار المخلص والخلاص تعد شركية، فلا مخلص ولا خلاص إلا من الله، والمصيبة أنه ينتظر شيئًا وهميًا، ويعلق الآمال به دون أن يعمل على شيء ليخلص نفسه من ذلك العذاب، عذاب الانتظار وعذاب الوهم وعذاب الإحباط عندما يجد أنه لا يزال في محله، وحاله كما كان وأنه ساكن لا يتحرك حتى قيد أنملة.
جميعنا موهمون بالخلاص، وعقدة المخلص، لكن الخلاص لن يأتي ما لم نتوكل على الله، ونعمل ونقدم لأنفسنا بدلًا من انتظار شيء يستحيل حصوله، ونحن نعرف ذلك جيدًا في قرارة أنفسنا، ومع ذلك نظل ننتظر حدوث معجزة، ونظل نلعن الظلام في حين نحن سببه.
ختامًا علينا العمل بمقولة "اعقلها وتوكل"، فهي خير ما يمكننا أن نعمل به، لا تهاون ولا ركون ولا البقاء راكدًا في انتظار معجزة، فقط اعقلها وتوكل، ولا تتواكل، وخذ بالأسباب، وسيفتح الله لك دربك وييسر أمرك بإذنه سبحانه وتعالى.
آمل أن يلهم مقالي هذا الذي استلهمته من الكاتبة السعودية أحدهم بالتخلص من الوهم، وأن يستحث عنده العزيمة والإصرار ليحدث تغيرًا في حياته وينهض ويبدأ، وينفض عن أكتافه غبار الهزيمة وثقل سنين الانتظار الطويلة تلك، وأن يتوقف عن الترقب والتوقع وعقد الآمال على ما لا يمكن حدوثه.
لنقل فقط إنني أحببت أن أهدي صفعة بسيطة لكل حالم، لعلها توقظه وترجعه إلى أرض الواقع، فينهض من سباته ومن أمانيه وأحلامه الزائفة؛ ليستيقظ ويشتم رائحة القهوة.
كلمات جميله جدا ومعبرة عن واقع معظمنا يعيشه
كل التحيه والتقدير
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.