لا تعشقي نرجسياً؛ لأنك ستتكبدين عذاباً لا قبل لك به، فهذا النرجسي سيختزلك في مجرد أداة طيعة لإشباع رغباته، وتأكيد ذاته كما أن استمرار علاقتك به على هذا النحو شبه مستحيلة، وغالباً ما ستنهار العلاقة وسرعان ما ستنحدر نحو الهاوية.
ستجدينه في بداية علاقتك معه جذاباً وساحراً للغاية، كثير الاهتمام بمظهره الخارجي وأناقته، ويدقق كثيراً في اختيار ملابسه للفت انتباه الأخريات، واصطياد ضحاياه والإيقاع بهن، فهو يعنيه كيف يبدو في عيون الآخريات، ومهووس بإثارة إعجابهن.
يستفزه تجاهلهن له، فهو لا يريد إلا أن يرى نظرات الإعجاب في عيون الآخريات، ويسمع كلمات الإطراء وعبارات المديح الرنانة منهن، ولا يمل من المبالغة والإطناب في الثناء عليه، وذلك باعتباره الشخص الأكثر استحقاقاً للاهتمام؛ لأنه الأجمل والأذكى والأفضل على الإطلاق.
سيتودد إليك في بداية العلاقة بكثرة الاهتمام بك، واستمالة قلبك بعبارات الغزل والكلام المعسول، سيتسلل إلى حياتك حتى يفهم شخصيتك جيداً، ويدرك نقاط ضعفك ثم يتحين اللحظة المناسبة للانقضاض عليك كالذئب، فيظفر بك بعد أن تضعف مقاومتك، وتخور قواك، وتقعين فريسة في شراكه، وتسقطين بين براثنه دون القدرة على الفكاك أو الخلاص منه.
وعندما يتأكد أنه نجح في طمس هويتك وإحكام قبضته عليك والاستحواذ على اهتمامك سيبدأ يمارس هوايته في الاستهزاء بك وإهانتك والتقليل من شأنك، فإن وجد منك رضوخاً واستسلاماً لهذا الوضع المهين المؤذي سيتمادى في إيلامك وإيذائك لفظياً ومعنوياً، فإنه يتلذذ بتعذيب ضحاياه.
ويتعمد إلحاق الأذى بهن، ورؤيتهن خانعات وخاضعات لسيطرته وإمعانا منه في إحكام قبضته وسيطرته عليك سيستميت في إبعادك وعزلك عن كل من حولك من خلال زرع الشك والعداوة بينك وبينهم، ويعزز لديك فكرة أنه السند الوحيد لك في الحياة.
ستجدينه يتلذذ بانتقادك ليستشعر بقيمته وذاته وفوقتيه عليك دون أن يشعر بالذنب تجاهك أو بالتعاطف معك، فهو يعلو ولا يعلى عليه، سيتغذى على طاقتك واهتمامك المفرط به لإشباع الإيجو لديه ونهمه الشديد للثناء والمديح والإعجاب لشعوره الدائم بأنه الأهم والأفضل.
علاقته بك ستعتمد على مبدأ الأخذ فقط دون العطاء، فيكون العطاء من طرف واحد، وكذلك الأخذ، ستعانين من تعدد علاقاته النسائية، وكثرة نزواته وإدمانه للإباحية، فهو لا ترضيه ولا تكفيه امرأة واحدة، ونادراً ما يستمر في علاقته بك لفترة طويلة.
فهو دائم السعي إلى العلاقات العابرة قصيرة المدى التي تخضع للشروط التي يضعها، فالدافع الأوحد لدخوله لأي علاقة عاطفية ليس هو الحب، وإنما هو محاولة إيجاد شخص يملأ الفراغ والهشاشة داخله.
أن يكون متاحاً دائماً لتلبية احتياجاته ورغباته وإشعاره بالتميز وإمداده باحترام الذات، وبمجرد رضوخ الضحية له يمل ويبدأ البحث عن ضحيةٍ أخرى.
سيعاقبك بصمته وتجاهلك، فهو يجيد المراوغة والتلاعب، وهو عاشق للهروب، يرفض الاستماع إلى الرأي المخالف لرأيه، ولا تتوقعي أبداً أن تحصلي منه على الاعتذار، فهو يرى نفسه دوماً على حق، ولا يخطئ أبداً، ولا يتحمل مسؤولية أفعاله، بل سيلقي باللوم عليك بسبب أفعالك.
ويسقط أسباب جميع المشاكل عليك؛ لأنه بارع في استخدام أسلوب الإسقاط في حل مشاكله، كما أنه قادر على إثارة المشاكل وقلب موازين الأمور بسهولة لصالحه، وتقمص دور الضحية، وتشكيك الضحية الحقيقية في ذاتها.
لن يتحمل انتقادك فهو فقط من ينتقد وسيخشى من المواجهة حتى لا تتجرئين وتكشفين حقيقته، فتواجهينه بنقاط ضعفه التي يعلمها جيداً، فيشعر بالصدمة والرفض، ويخشى دوماً أن يظهر مواطن الضعف البشري التي يستمتع بها الأسوياء كافتقاد الحبيب والاحتياج إليه والمبادرة بالاعتذار اعتقاداً منه أنه ينتقص من قدره.
ويقلل من شأنه، ولأنه يعاني من هشاشة نفسية، وثقته بنفسه منعدمة، لكنه يتظاهر طيلة الوقت بعكس ذلك، ويخفي هذه الهشاشة خلف قناع من الثقة المبالغ فيها تجعله عرضة لأقل قدر من الانتقاد.
وإن حدث وتزوجتى هذا النرجسي سيستغل الجنس والعلاقة الحميمة في إيذائك وإذلالك سواء بإكراهك على ممارسة الجنس معه دون رغبة منك أو بالامتناع عن الممارسة، سيسعى في العلاقة الحميمة إلى تنفيذ أوامره وتلبية رغباته فقط، فهو وحده من يملك زمام العلاقة.
وهو وحده من يقرر مسارها، وقد تتخللها بعض الممارسات السلبية والسادية كالإيلام، والضرب، والتعذيب، حتى يشعر بذاته ورجولته، وليستمتع أثناء العلاقة، فكل ما يبحث عنه هو متعته الحسية والجسدية فقط، فلا شأن له بالمشاعر والأحاسيس، سيطالبك بتلبية رغباته واحتياجاته دون الاكتراث برغباتك.
وسيتجاهلك بعد العلاقة الزوجية، فلا تعشقي نرجسياً يستهلك طاقتك ويطفئها، ولا أبالغ كثيراً إن قلت لك لا تعشقي وتتزوجي رجلاً شرقياً فمعظم الرجال بالمجتمعات العربية يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية بسبب ثقافة المجتمع الشرقي التي رسخت لدى الذكر الشرقي منذ صغره الأنانية وحب الذات وأن احتياجاته ورغباته في المقام الأول، وأنه في المرتبة الأولى وزوجته تأتي في المرتبة الثانية، وأنها مجرد أداة لتلبية طلباته وتنفيذ رغباته في رضوخ وخنوع دون تقديم أي تنازلات أو أية تضحية من جانبه.
كذلك التدليل الزائد والمفرط من الآباء والأمهات لأبنائهم الذكور وتمييزهم وتفضيلهم على الإناث وإيهامهم بأن اخواتهم البنات خلقن فقط لخدمتهم يرسخ لديه الشعور بالاستحقاق، ويعطيه الحق في الهيمنة والتحكم، ويعزز لدى الإناث الشعور بالذنب والإحساس بالدونية.
والآن بعد أن أدركتى حجم الألم والمعاناة التي ستشعرين بها والمأساة التي ستعيشينها جراء الإرتباط بشخص نرجسي هل ستغامرين يوماً وتعشقين نرجسياً يحيل حياتك إلى جحيم ويجد متعته في إخضاعك وإذلالك وهدم مميزاتك وطمس هويتك؟!
إذا صادفت يوماً ذلك النرجسي فلا تنخدعي بمظهره وكلامه المعسول، ولا تلبي رغبته في الانقياد والخضوع التام له، توقفي عن قبول أذيته ولا تبرري له أخطاءه ومواقفه، ولا تلتمسي له الأعذار، فالمحب السوي لا يؤذي من يحب، واجهيه بقوة.
واسقطي عن هذا الشيطان قناعه، واقطعي علاقتك به، واتخذي قرارك بالابتعاد عنه، ولا تتراجعي حتى لو حاول إعادة بناء جسور التواصل بينكما، واعلمي أنك تستحقين الحب بأسمى أشكاله، وتذكري دائماً أنك تستحقين الأفضل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.