أصبحتُ صديقة مقربة لعدوة أمس، بل وشعرت معها بمزاج يشعرني بالسلام، فكانت لي رفيقة وونيسة لوحدتي، تنصتُ لي عندما أكون ممتلئة بالأحاديث والكم الهائل من الأسئلة التي تعصر رأسي، وتشاركني أوهامي وأفكاري التي تنقر جدار جمجمتي بلا ميعاد، وتواسيني وتطمئنني وتردد لي أنه لا بأس، وتمدني بطاقة من حين إلى آخر، تنتشلني من حزني وقلقي الدائم غير المبرر..
وعندما أشعر أن قلبي مُحطم ومنهك جدًا، والكتمان يملأ قلبي ويجعله ثقيلًا، وأن الأراضي جميعها لم تعُد تتسع لي، أفر وأذهب إليها بظهري المكسور الذي أحمل فوقه ذكرياتي التي لا أملك غيرها، فأجدها ترحب بي ولم تهجرني، فهي وحدها قادرة على الأخذ بيدي من هذا الصراع الداخلي والحرب النفسية التي تقتلني ببطء، هي وحدها التي لا أبذل مجهودًا في وصف ما بداخلي وأن تحدثت لا أتلعثم، فإنني ليست بحاجة إلى "تزويق الكلام" كما يقال، ولا تختنق رئتي ولو ضاق بي الكون بأكمله؛ فتنتشلني من كل هذا الخناق، وفي كل نهاية أمر ما أخبرها بأنني عاجزة عن البدء من جديد، وانعدام طاقتي في الخوض في أي شيء سواء كان نقاشًا أو جدالًا أو مجرد تبادل أطراف حديث أو رحلة جديدة.
لقد بُحتُ لها بكل شيء، نقاط ضعفي وما يعذبني، والحزن الذي يحرق داخلي ولا يجعلني أبكي، وأخبرتها بالهدوء الذي اعتراني بعد صدمة العاصفة، ولإدراكي بما خَسرت آخر ما أملكهُ ولم يعُد أي شيء يدفعني إلى العيش، وأخبرتها بقتل نفسي في كل حرب.
نعم، إنها القهوة التي دست سمها في دمي وجعلتني عاشقة لمرارتها، وأدماني لرائحتها حتى تمنيت لو أن أصنع منها عطرًا.
أنتظرُ أن يسدل الليل عباءته السوداء وأسرع إلى المطبخ بمرح، والسعادة تحتل ملامح وجهي وأبدأ بتجهيز فنجاني المفضل، وعلبة البن وأظل أشم رائحته حتى أختنق، ثم أقوم بوضع المقادير المناسبة له في "الكناكة" وأشعل النيران، وأظل واقفة أراقب تلك الفقعات الصغيرة، حتى تغلي وتتكاثر؛ فتعلن عن انتهائها، أحضرها لغرفتي وأسير بحذر شديد حتى أصل، وأستمتع برائحتها المتصاعدة إلى أنفي وأبدأ في رشفة تلو الأخرى.
وكما يقول المثل الشعبي "ما محبة إلا بعد عداوة"، فأصبحنا أنا والقهوة مزيجًا.. لا نفترق.
في الاخير انها القهوة
خاطرة رائعة احسنتي يا اختاه
المزيد من التألق ❤️
اتمنى ان تزوري صفحتي و تعطيني رايك فيها 🌹 و شكرا مسبقا ☺️
إضافة الى هذا لقد تابعت حسابك ❤️
اتمنى لك كل التوفيق والنجاح .
تحياتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.