خاطرة "عالم اليوم والإرهاق النفسي".. خواطر وجدانية

أحيانًا أصل إلى نقطة اللاعودة حتى وإن أردتُ الرجوع، ولكن حجم الإرهاق النفسي جعل لا طاقة لي الآن على التفكير الطويل، ولا المشاحنات، ولا المقايسات الاجتماعية.

أريدُ فقط أن أمضي أيامي في هدوء، لن أبالغ في المطالبة بالسلام النفسي، فهو لم يعُد له وجود.

لم يعُد عالم اليوم بصخبه وتوتراته يصلح لمثل تلك المطالب... السلام النفسي؟! وهل يمكن أصلاً؟!

في كل دقيقة، تقرأ خبراً مزعجاً، أو تسمع شجاراً أسفل نافذتك، أو من حيث لا تدري تأتيك مكالمة تقلب يومك بأسره، وربما لأيام قادمة متتالية، وإن سلمت من كل ذلك تفاجأك لعنات مصاحبة لكلمة قلتها بحسن نية!

لم تعُد تقوى وتتحمل الضغوط، وكذلك غيرك، ليس هناك من مستعد للتقبل والروية، بل كما عالمنا حاصرنا في عجالته، تشربناها وصرنا نتصرف بها على غير تخطيط مسبق ونية مبيتة.

صرنا نتصرف كالموتى الأحياء، لا يدركون، ولكن يساقون إلى الموت سوقاً.

حتى الثقة صارت من الماضي الأثير، لم نعُد نثق بأحد ولا ينبغي لنا في الواقع.

ولكن الأدهى أننا ما ينبغي لنا الثقة في أحكامنا وقناعاتنا كذلك.

رأيتها كثيراً رأي العين، كيف يمكن في الموقف الواحد أن تتداخل أسبابنا وتتشعب لتنسج لنا صورة مموهة يراها كل منا بحسب عقله!

وكيف يقيم الناس الدنيا ويقعدونها بناءً على تلك الأحكام، التي غلفوها بالثقة المفرطة في حواسهم وعقولهم، بينما تلك الثقة نفسها تؤكد ضرورة الشك في هذا الحكم.

فالصورة التي تبدو لنا واضحة كوضوح الشمس، لا تفتأ تخفي في طياتها الكثير من الزجاج المكسور، الذي رُقِّع ليشكل تلك الصورة!

وأن الضوء الشديد المفاجئ، الذي نحسبه نور الفهم، هو في الواقع عمى مؤقت، وبالتالي سرعة الحكم على الأشياء في لحظة العمى هي ما تتسبب في الكثير من الخسائر، التي كان من الممكن تجنبها لو أننا فقط أطلنا النظر قليلاً بعد!

من خلاصات الحكمة القليلة التي اكتسبتها على مدار عمري، أن الشخص كلما وثق في علمه وعقله أكثر مما ينبغي دلّ ذلك على قلة علمه وحكمته.

فمن لديه العلم والفهم الحق سيدرك أن ما لديه ليس إلا نقطة في بحر، كمن يدخل مخيطاً في الماء، فلا هو أخذ من الماء شيئاً ولا الماء شعر بدخول المخيط فيه!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
يونيو 8, 2023, 6:05 م - محمد عبد القادر نوفل
يونيو 8, 2023, 1:59 م - مجانة يمينة
يونيو 8, 2023, 8:57 ص - أسماء السيد خشبة
يونيو 7, 2023, 8:41 م - آسيا نذير القصير
يونيو 7, 2023, 3:27 م - محمد سيد عبد الفتاح
يونيو 7, 2023, 11:34 ص - هبة محمد احمد القاضي
يونيو 6, 2023, 11:00 ص - إبراهيم عبد المجيد
يونيو 6, 2023, 9:38 ص - بوسلامة دعاء خولة
يونيو 6, 2023, 8:30 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
يونيو 6, 2023, 8:01 ص - وليد عبد الغني السيد عبد اللطيف الغازي
يونيو 5, 2023, 6:05 م - عايدة عمار فرحات
يونيو 4, 2023, 12:03 م - زبيدة محمد علي شعب
يونيو 4, 2023, 8:48 ص - لطيفة محمد خالد
يونيو 3, 2023, 5:50 م - رايا بهاء الدين البيك
يونيو 3, 2023, 5:38 م - أميرة محمد المحيميد
يونيو 3, 2023, 5:27 م - محمد عبد القادر نوفل
يونيو 3, 2023, 12:31 م - هاني حمدي عبدالفتاح
يونيو 3, 2023, 12:19 م - أميرة أبو ماضي
يونيو 3, 2023, 9:37 ص - سلطان الوادعي
يونيو 2, 2023, 6:28 م - أميرة أبو ماضي
يونيو 1, 2023, 3:28 م - عبدالحليم عبدالرحمن
يونيو 1, 2023, 8:46 ص - عايدة عمار فرحات
مايو 31, 2023, 1:53 م - أمين عبدالقادر لطف أحمد
مايو 31, 2023, 12:55 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
مايو 31, 2023, 10:26 ص - هاني حمدي عبدالفتاح
مايو 31, 2023, 8:29 ص - أميرة أبو ماضي
مايو 30, 2023, 8:46 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 29, 2023, 11:19 ص - محمد عبد القادر نوفل
مايو 29, 2023, 10:53 ص - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 29, 2023, 9:20 ص - ايمان عمر المصري
مايو 29, 2023, 8:26 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 29, 2023, 8:01 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 28, 2023, 7:53 م - وليد فتح الله صادق احمد
مايو 28, 2023, 2:19 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 28, 2023, 12:25 م - اروى عماد شحادة
مايو 28, 2023, 9:42 ص - جوَّك لايف ستايل
مايو 28, 2023, 8:06 ص - محمد عبدالكريم قاسم مصلح
مايو 26, 2023, 7:22 م - عصام أحمد عبدالله عياد
مايو 26, 2023, 11:24 ص - أميرة محمد المحيميد
مايو 26, 2023, 10:39 ص - يارا فائز يونس
مايو 25, 2023, 12:55 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 25, 2023, 9:26 ص - رشا يوسف علي
مايو 25, 2023, 7:41 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 25, 2023, 7:13 ص - محمديزن الياسين
مايو 24, 2023, 3:02 م - محمد أمين العجيلي
مايو 24, 2023, 2:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 11:13 ص - اسماعيل الخضر
مايو 24, 2023, 10:25 ص - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 9:47 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 23, 2023, 12:27 م - اسماعيل الخضر
مايو 23, 2023, 11:54 ص - محمد العيادي
مايو 23, 2023, 9:17 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 23, 2023, 7:57 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 22, 2023, 8:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 21, 2023, 11:53 ص - محمد بخات
مايو 21, 2023, 11:41 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 21, 2023, 9:30 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 8:29 ص - مني حسن عبد الرسول
مايو 21, 2023, 7:57 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 7:50 ص - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:07 م - عايدة عمار فرحات
مايو 20, 2023, 2:33 م - ياسر عبدالحميد محمود سلطان
مايو 20, 2023, 9:36 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نبذة عن الكاتب