قصيدة عاشر الكواكب تحكي عن كوكب حب قد أُضيف إلى مجموعة كواكب المجموعة الشمسية التسعة، وهذا هو كوكب حبي...
يا عاشرَ الكواكبِ في سماءِ الهوى
ما زلتُ أبحثُ عنكَ بينَ الضياءِ والهَوى
سافرتَ في قلبي وعيناي لا ترى
إلا السرابَ وما زالَ الأملُ فيكَ يَنْجَلي
كيفَ أُحبُّكَ والقافيةُ تُعاندُني؟
في كلِّ بيتٍ أحاولُ لكنَّ الحرفَ يَشكو أنَّني
أُناجي النجومَ وأرنو للبدرِ في ليالٍ مُظلمة
وأنتَ في كوكبٍ بعيدٍ لا يسمعُ آهاتِ الحُبِّ بي
يا من نثرتَ الوردَ في طُرقاتِ الحُلمِ
كيفَ غابَ عنكَ شوقي؟ وهل جَفاكَ الهَمُّ؟
تركتَ في أوردتي عطرًا من الماضي
وأوراقَ عشقٍ ما جفَّتْ ولا بَري
فهلْ لي لقاءٌ يَجمعُنا؟ أَم أنَّ الهوى
سيبقى قصيدةً معلَّقةً بين السماء والأرض؟
أم أنَّ قلبي سيبقى يُسامرُ طيفكَ
ويعاتبُ القافيةَ على حُزنٍ مريرٍ؟
يا عاشرَ الكواكبِ في ليلِ الهوى
هل تسمعُ النبضاتِ في قلبي سوى؟
سافرتَ عنِّي والعُيونُ تراقبُ
نجمًا بعيدًا في السماءِ تَهوى
كيفَ التلاقي والحروفُ تعانَدتْ
والشعرُ يا حبِّي بقاياهُ انطفا؟
أُهديكَ نبضي والقصيدَةَ لحنُها
لكنَّها تبكي على حرفٍ نَأى
يا من تركتَ الشوقَ في طُرقاتنا
هل كُنتَ تدري أنَّ قلبي ما اكتفى؟
رَحلَتْ ليالي الحُبِّ من بينِ يدي
وتبعثرتْ في الريحِ أحلامُ الوفا
فهل أراكَ على دروبِ مَحبَّتي؟
أم أنَّ بينَ الكَونِ والجفنِ اختفى؟
أم هل أبقى في الهوى مُتألِّمًا
أُعاتبُ الأيامَ والقلبُ اكتوى؟
يا عاشرَ الكواكبِ في سماءِ الأُمنياتْ
هل ضاعَ عهدُ الحبِّ أم ذابتْ نداءاتْ؟
سافرتَ عنِّي والمجرَّةُ شاهدةٌ
أنَّ الفراقَ قد أورثَ القلبَ العَناءاتْ
كتبتُ إليكَ حروفَ شوقٍ نازفة
لكنَّها ذابتْ كأحلامِ الشتاءاتْ
أُهديكَ روحي في القصائدِ كلِّها
لكنَّ صوتَ الصمتِ يغمرُ الكلماتْ
يا من تركتَ على الدروبِ حكايةً
لم تكتملْ في دفترِ العشقِ الآهاتْ
هل لي بلقاءٍ يجمعُ الشوقَ الذي
ضاعتْ معانيهِ وسطَ الظلماتْ؟
أم أنَّنا في الفلكِ البعيدِ غريبانْ
نُبصرُ شمسَ الحبِّ لكن دونَ حركاتْ؟
يا عاشرَ الكواكبِ، عُدْ فإنَّ القلبَ قد
أرهقهُ الحزنُ واشتكى من الذكرياتْ!
يا عاشرَ الكواكبِ هل ترى ما في النوى؟
قلبي حزينٌ والجراحُ كما السَّما
سافرتَ عنِّي والنجومُ ترافقُكْ
وتركتَ روحي بينَ آهاتِ الدُّجى
أصبحتُ في ليلِ السكونِ مسافرًا
أبحثُ عن عينيكَ في فلكِ الجَوى
أهديتُك الحبَّ العميقَ وكلَّ ما
خبَّأتُه من شوقِ قلبي والهَوى
يا من نسيتَ الروحَ في كفِّ السنينْ
وتركتني وحدي أُعانقُ ذا الأسى
عُدْ فالليالي ما عرفتْ غيرَ الحُزنْ
والقلبُ ضاعَ بلا دليلٍ أو صدى
أم أنّك اخترتَ الفراقَ حقيقةً
وتركتني ما بينَ صمتٍ وانطفا؟
يا عاشرَ الكواكبِ قد أعياني السُّرَى
والقلبُ يَشتاقُ اللقاءَ وما ارتوى!
يا عاشرَ الكواكبِ في ليلِ الغيابْ
هل من رجوعٍ بعدما ضاقَ العِتابْ؟
سافرتَ عنّي والليالي شاهدةٌ
على شجونٍ في الفؤادِ بلا جوابْ
أهديتُك العمرَ الجميلَ ووردَتي
لكنَّك اخترتَ الرحيلَ بلا صِحابْ
تركتَني في مُهجةِ الليلِ أسيرًا
أُناجي نجومَ الحُبِّ في عُمرٍ يَذوبُ بلا عتابْ
يا من تركتَ الشوقَ نارًا حارقة
تأبى السكينةَ في دروبي والصِّحابْ
عُدْ كي أرى وجهَ الحنينِ مضيئًا
أم هل نسيتَ العهدَ في ذاكَ السحابْ؟
أم قد رضيتَ بأن نكونَ غريبينِ
في كلِّ نجمٍ في السماءِ بلا اقترابْ؟
يا عاشرَ الكواكبِ هل تدري أنني
ما زلتُ أُهديكَ الأماني والكتابْ؟
يا حبَّ عُمري لا تَقلْ إني انتهيتُ
فالحُبُّ في روحي بقاياهُ كالشِّهابْ
والقلبُ لا ينسى حبيبًا قد مضى
مهما تناسى أو تمادى في الغيابْ!
يا عاشرَ الكواكبِ في سماءِ المُمْتَنى
ما بينَ قلبي والشجونِ روايةٌ تُبْتَنى
سافرتَ عنِّي والحنينُ حكايةٌ
تنمو على أوراقِ ذِكراكَ الهَنى
هل كنتَ تدري أنَّ قلبي مُوجَعٌ
والليلَ لا يُحكي سوى ألمِ الوَنى؟
كُلُّ النجومِ أضاءَتِ الدربَ الذي
سلكتَهُ، لكنَّ دربي ما غنى
يا مَنْ تَرَكتَ القلبَ يُعاني وحشةً
والروحَ في بحرِ الغيابِ مُرتمى
عُدْ كي تضيءَ في المساءِ مشاعلي
أو فلتُخبرني: هل نَجوتَ من العَنى؟
أم أنَّ بينَكَ والفُراقِ مواعِدٌ
أبقيتَني في ظِلِّها حزنًا دُفِنا؟
يا عاشرَ الكواكبِ هل لي فرصةٌ
لأُمسكَ الحلمَ الذي كان ارتجى؟
أم أنَّنا في البعدِ نَحيا غُربَةً
لا يعرفُ القُربَ الذي كنَّا ارتجينا؟
يا حبَّ قلبي قد كتبْتُكَ أُغنيةً
لكنّها في بحرِ وحدتِها غَرِقَتْ أنا!
يا عاشرَ الكواكبِ في سماءِ الظنِّ
هل سوءُ الفَهمِ ما بينَنا صارَ كالحِبَل؟
سافرتَ عنِّي والظنونُ ترافقكْ
وتركتني أغرقُ في بحرِ الجدل
قلتُ: أحبُّكَ، لكنَّها في مسمعِك
ضاعتْ كصوتِ الريحِ بينَ الجبالِ الثِّقل
ظننتَ أني هجرتُك أو جفَّت يدي
لكنَّ شوقي كان أكبرَ من الخجل
يا من أسأتَ فهمَ نبضي وحُلمي
أخشى بأنْ يضيعَ حُبُّنا بلا أمل
ألا ترى في عينيَّ ألفَ حكايةٍ؟
ما بينَ حرفٍ وحُروفٍ تُملي العِلل
تركتَني وحدي أعاتبُ ليلَنا
وكأنني الجاني في دربِ السهوِ والزلل
هل كُنتَ تسمعُ ما وراءَ الحزنِ بي
أم أنَّني أضعتُ صوتي في المِحَل؟
يا عاشرَ الكواكبِ، لا تفهم صمتي
على أنه عتابٌ أو كرهٌ أو وَجل
فإنَّ ما في داخلي بحرٌ من الهوى
لكنَّ خوفَ الفقدِ زادني اشتعالَ شُعَل
عُد كي نزيلَ الغيمَ عن سماءِ حُبِّنا
ولنكسرَ الصمتَ الذي بينَنا كالجبل
فلربما كان الحُبُّ أصدقَ لو تَحدَّثْنا
وبُحنا بما في القلبِ من وُدٍّ وأمل
يا عاشرَ الكواكبِ في مدارِ البعدِ، هل
أدركتَ كم يعصفُ بنا طولُ الارتحال؟
سافرتَ عني والزمانُ يُحاصرُك
وتركتني أغفو على وعدِ الوصال
كلُّ الليالي في غيابِكْ مُرَّةٌ
كالموجِ إذ يبعدُ عن شطِّ الرمال
ظننتَ أنَّ البُعدَ يُطفئُ شعلتي
لكنَّني في الشوقِ أصبحتُ الجَبال
يا مَنْ تركتَ الحبَّ بينَ جوانحي
بُعدُكْ جَرَحْ والروحُ تشكو من زوال
أمشي على أطرافِ حلمٍ خائفٍ
أن ينتهي قبلَ التقاءِ الأمثال
هل كنتَ تعلمُ أنَّ هذا البُعدَ نارٌ
تحرقُ الأزهارَ في دربِ الخيال؟
أم هل ظننتَ بأنَّ حبِّي ذابلٌ
لا يشتكي من فرقةٍ أو انفصال؟
يا عاشرَ الكواكبِ، عُدْ فإني تائهٌ
والبُعدُ عنكَ يزيدُ قلبي بالوبال
عُدْ كي تُنيرَ لي طريقَ الحُلمِ من
جديدٍ، ونمحو ما تبقَّى من المحال
فالليلُ من دونِك جمودٌ قاتلٌ
والشمسُ في قلبي غدتْ مثلَ الظلال
يا عاشرَ الكواكبِ، كُنْ بجانبي ولو
طيفًا، لعلَّ الحُبَّ ينتصرُ على البُعدِ والخيال!
يا عاشرَ الكواكبِ، قد أتى وقتُ الرحيلْ
كلُّ المدى بينَ القلوبِ صارَ مستحيلْ
سافرتَ عنِّي والبُعادُ حقيقةٌ
والحبُّ صارَ سرابَ أيامٍ طويلةٍ وثقيل
ظننتَ أنَّ الحبَّ باقٍ رغمَ الفراقْ
لكنَّني في كلِّ يومٍ كنتُ أحيا للاحتراقْ
أبحرتُ في بحرِ الحنينِ، ولم أجدْ
إلا الدموعَ مرافقًا لي في المساق
يا من ظننتَ بأنَّ بُعدَكَ لن يَطولْ
لكنهُ طالَ وقلبي صارَ كالجليدِ بلا قُبولْ
تركتني أعدُّ النجومَ في السماءِ
علَّ اللقاءَ يعودُ، لكنَّهُ قد زالَ وأفَلَتْ السُبُل
عُدْتَ، ولكنْ بعدَ ماذا؟ بعدَ أن
ذبلَتْ على بابِ الأماني كلُّ الورودْ
قد كان حبُّكَ في فؤادي شُعلةً
لكنَّها انطفأتْ، وماتتْ في الحدود
يا عاشرَ الكواكبِ، لا عَتْبَ ولا شجونْ
فالآنَ أسدلتُ الستارَ على الفصول
ودَّعتُ حُلمًا قد أضعتُهُ من زمنٍ
واستسلمَ القلبُ لقدرِ الفراقِ المُستطيل
فالليلُ يشهدُ أنَّنا كنَّا نُحِب
لكنَّ البُعدَ كان أقوى منَّا والسبيلْ
عُذرًا، فإنَّ الحُبَّ باتَ حكايةً
أُغلقَتْ صفحاتُها، والآنَ نطويها بلا دليل
قصيدة رائعة بالقافية أو بدونها...بها احاسيس تكاد تنطق بالهوى...تحياتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.