خاطرة "ضربة موجعة لأهل الفتن".. خواطر اجتماعية

حينما تتعود الصدمات المفاجئة باستمرار التي تتمثل في الأخبار التي تحمل معها همومًا لا تُطاق عن طريق لقاءات عابرة أو اتصال هاتفي ينعى عزيزًا لك، بوجه عام توجد فئة من البشر لا تتحدث إلا عن النوائب، إن لم تجدك تسأل عنك وتحاول بكل ما تملك من فضول أن تصدر لك طاقة سلبية..

تُخرجك من وقارك المعتاد حتى تظل تلعن وتسب، المهم أن تنجح في عمل حراك من النكد، وأبسط ما تقوله لك "لا تصاحب فلانًا لأنه يتحدث عنك بسوء في غيابك"، أو "لماذا تصاحب فلانًا؟ إنه شخص لا يطاق أو أرعن في تصرفاته أو أهوج في قراراته، إنه لا يؤتمن وكيف جعلته أمين أسرارك دون غيره، إنه شخص شديد الخطر للغاية".

نظراتك المدهشة نحو المتحدث لا تثنيه عن المضي في الاتهامات غير المبررة إلا عن خلاف بينه وبين صديقك، فهو يريد أن يفسد علاقاته بالجميع، وعندما يقول لك: "عليك أن تفاضل ما بيني وبينه لأنني أخشى أن يعرف أخباري منك".

في البداية أنت تُمعن في صمتك حتى يُخرِجَ كل ما لديه من أحقاد متراكمة؛ لأن صديقك الذي يتحدث عنه أنت تعرفه جيدًا، فهو مثال حي للحفاظ على الأسرار، وأنت تتحدث معه في نطاق محدود من الموضوعات، ولا تسرف في الكلام معه، وحديثك معه يأتي في المعلومات العامة التي تتناولها محطات الإذاعة وقنوات التليفزيون، وهو يعرف عنه ما يجعلك لا تمل من الحديث معه، وبذلك سيكون ردك ردًّا قاطعًا بشأن الشخص المتحامل عليه الذي يسعى بأن يستأثر بصحبتك فقط.

أنا شخصية وكيان، وعلاقاتي بالجميع متساوية، ولا أُفضِّل شخصًا على الآخر، وهذا دوري في الحياة، ولا أقبل من أحد أن يفرض وصاية عليَّ في اختيار من أتعامل معهم، وإن أردت أن ترحل مع ألف سلامة، وإن أردت أن تبقى فأهلا بوجودك، ونحِّ خلافاتك مع أي من الناس عني.

أنا لستُ معك ولا ضدك، ولكنني أعيش كما تحلو لي الحياة، ولا تقارن نفسك به، إنه لم يتحدث معي عنك بتاتًا؛ لأنه يعلم جيدًا أن الوقت لدي ضيق، ولا مجال للحديث في هذه الأمور التي لا تعنيني.

الطريق يتسع للجميع، وليس لي ولك، وإن هذا الشخص الذي وصفته بكل سوء ليس شخصًا فضوليًّا، ولا يحاول أن ينتزع مني الأخبار، أو يجعلني أخرج عن وقاري المعتاد، أو يقحم حياتي بأمور أراها تافهة وتعكر كل شيء جميل.

هنا سترى الشخص يرجع عن كلامه بعد أن بددته، بعد تبخر حلمه بتعكير العلاقات مع صديقك، ويعتذر أو يغضب لنفسه، ويرحل بهدوء، وبذلك تكون تخلصت من شخص غير سوي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة