أحيانًا أعود بذاكرتي إلى تلك الأيام التي سبقت لقائي بك، فأرى حياتي صفحة خالية تفتقر إلى ألوان الحياة الزاهية. كنتُ أتجول بلا هدف بين الأيام كأني مجرد عابر سبيل يتنقل بلا روح ولا غاية، أتقلَّب بين الساعات دون أي شغف يحركني أو دافع يضيء طريقي. كنتُ أبحث عن شيء ما، أو ربما عن شخص معين يملأ هذا الفراغ العميق بداخلي ويمنحني الشعور الحقيقي بوجودي. ثم جئت أنت، وفي عينيك وجدت كل المعاني التي كنت أفتقدها التي لم أكن أعلم أنني بحاجة ماسة إليها. كانت لحظة لقائنا بمنزلة لحظة توقف فيها الزمن، وكأن الكون بأسره قد وافق على اتحادنا.
منذ ذلك اليوم أصبحت أنت محور حياتي، وأصبح كل شيء في حياتي يدور حولك. كنت النور الذي اخترق ظلامي، والسعادة التي أعادت لروحي الحياة.. وجودك ملأ قلبي بمشاعر الحب والسكينة، وأعاد لي نبضات الحياة التي ظننت أنها قد تلاشت إلى الأبد.. منحني حضورك سببًا للاستيقاظ كل صباح، ودافعًا جديدًا لأواجه تحديات الحياة بقلب مفعم بالأمل والإصرار.. أنت السند الذي يقويني حين أكون ضعيفًا، والأمان الذي أشعر به كلما شعرت بالخوف من هذا العالم القاسي.
كل لحظة أقضيها معك تجعلني أشعر بمدى حظي ونعمة السماء علي بوجودك في حياتي.. أشعرُ وكأن القدر قد اختارني لأحظى بك، وكأنك هدية من السماء قد خصتني بها.. وجودك يغمرني بحب لا ينتهي وسكينة لا مثيل لها.. أحاول جاهدًا أن أكون الشخص الذي يستحق حبك العظيم، وأعدك أن أظل بجانبك، أحتويك وأدعمك، وأجعلك تشعرين بأنك أغلى ما لدي. مهما حاولت، لا أستطيع أن أجد كلمات كافية للتعبير عن مشاعري تجاهك، لأن هذا الحب الذي أشعر به يتجاوز الكلمات والعبارات ويفوق الوصف.
أعلم أنني سأمضي حياتي كلها محاولًا رد جميلك، على الرغم من إدراكي التام أنني لن أتمكن من الوفاء لك بما قدمته لي. كل ما أتمناه هو أن أكون الرفيق الذي يليق بك، وأن أكون لك مصدر السعادة والراحة كما كنت لي تمامًا.
الآن وأنا أكتب هذه الكلمات ودموع الاشتياق تملأ عيني، أعترف لك بصعوبة استمراري في الحياة من دونك. أعلم أن حياتي دونك لن تكون سوى ظل باهت، وأيام تتساقط كأوراق الخريف.
كل لحظة أعيشها اليوم، وكل ذكرى مررت بها في الماضي، باتت محاطة بصورتك وحضورك الذي يسكن قلبي وكياني.. لولا خوفي من ربي ومن حسابه، لربما اخترت إنهاء حياتي لأبقى عند قدميك، معبرًا عن ولائي الأبدي وحبي العميق لك، فأنت منحت لحياتي معنى عميقًا لم أكن أعيشه، وأعطيتني قلبًا لم يكن ينبض إلا لوجودك.
أحيانًا أتساءل، ماذا أخذت مني لأحبك بكل هذا العمق؟ لقد سرقت مني نفسي كلها، سرقت مني أحلامي وأيامي حتى أصبحت حياتي بأدق تفاصيلها مرتبطة بك. وكل خطوة أخطوها، كل حلم أعمل على تحقيقه، كل لحظة عابرة لا معنى لها إن لم تقترب بي منك. في حضرة عينيك أشعر وكأنني قد وصلت إلى الجنة، حيث لا ألم ولا خوف، فقط سلام وسعادة لا تنتهي.
كل النساء مررن في حياتي، وكل الوجوه التي عرفتها الآن هي مجرد صور باهتة لا تحمل أي بريق أمام صورتك. لا أستطيع حتى إن التفت إلى أي امرأة دون أن تسيطر صورتك على مخيلتي وذاكرتي.. عيناك بطرفهما الشبيه بطرف حور الجنة حفرتا في ذاكرتي عمقًا لا يمحى، حتى صارت كل رؤيا أراها في حلمي تحمل ملامحك وتذكرني بجمال نظرتك الساحرة.
ذكراك لا تفارقني، تملأ روحي كأغنية أعود إليها في كل لحظة، تتردد في كياني كنسمة ربيع دافئة، كحنين عميق لا ينطفئ مهما حاولت. أنت اليوم جزء من كياني، بل أنت كياني ذاته. أنت الروح التي أعيش بها، والأمل الذي أحتضنه، والأمان الذي لا أستطيع العيش دونه.. أقولها بكل صراحة، مهما أخذت مني لن أشعر بالكرامة ولا القيمة إلا وأنا بجانبك، فأنت من منحتني هذا الشعور بالاكتمال الذي لم أختبره من قبل.
أرجو أن تذكريني دائمًا، أن تذكري اسمي بين حروفك، أن تتركي لي مكانًا صغيرًا في قلبك، ولو بقدر لحظة من عمرك، حتى أظل في ذاكرتك، حتى يبقى هذا الحب محفورًا في ذكراك إلى الأبد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.