رسالة من صديقة أنهكتها علاقة صداقة مسمومة.
سألَتْ نفسها اليوم... هل فعلًا توجد علاقة اسمها صداقة بين شاب وفتاة؟ صداقة الرجل والمرأة؟
إنه تحدٍّ... تحدي الفطرة الإنسانية التي جُبلنا عليها... إنها فطرة الانجذاب. أجل غالبًا ما تتحول هذه الصداقة إلى حب. فطرة الإنسان، أن ينجذب الرجل إلى المرأة وأن تنجذب المرأة إلى الرجل. وهذه هي الفطرة الإنسانية السوية السليمة.
في الصداقة توجد جملة من المشاعر... الاهتمام، التضحية، التفاهم والتناغم. لكن ماذا بعد كل هذا؟ الغزل... ثم الانتباه، وينبت شيء في القلب اسمه «الغيرة» أو حب التملك، نعم نحن أصدقاء لكن لا أريد أن يشاركني فيه أحد... صديقي أنا فقط... إنها الأنثى.
وهكذا هي سجيتها... أنا وبعدي الطوفان... هكذا هي الأنثى تحب الاهتمام، الحب، الأمان، الأولوية والغزل... أن تكون هي الأولى على رأس القائمة دائمًا، سواء أكانت أمًّا أو ابنة، أو أختًا، أو زوجة، حتى ولو لم تُظهر ذلك لأي أحد... أهكذا أيضًا يجب أن تكون الصديقة؟ تساءلت مجددًا؟
إنها الأنثى، الاهتمام يسعدها ويمنحها الثقة بالنفس، يجعلها تفخر بأنها أنثى، لكن الإهمال يؤلمها ويُنهكها ويكسِر كيانها مهما كانت... الإهمال يؤلمها مهما كان نوعه... الأنثى كائن شفاف مرهف حين يتعلق الأمر بالمشاعر، لكنها تصبح صلبة ومؤذية إذا جُرحت مشاعرها... قد تُسامح لكن أبدًا لا تنسى.
الإهمال يؤذي الأنثى مهما كانت صفتها، ولا تقبل بذلك أبدًا، وإذا خُيِّرت بين أن تبقى صديقة مُهملة أو الانسحاب من هذه الصفقة فإنه لا يُعلى على كرامتها أبدًا.
ثم أردفت قائلة: إليكِ أروي قصتي باختصار فأنا لم أعد أُطيق الحديث عن مأساتي التي كتبت حروفها بيديَّ هاتين...
كنا صديقين وتحدينا الفطرة، وكنت على سجيتي أنثى... أحببت الاهتمام وشعرت بالأمان. لقد كنت سعيدة إلى أبعد حد، وتعيسة إلى حد ما... كنت أخاف.
أخاف من المستقبل، من نهاية قصتنا كيف ستكون، كنت أخاف من الفراق... أبحرت عكس التيار. راق لي أن أغرد خارج السرب «صداقتنا ستدوم، وسيشهد علينا العالم». كنت ساذجة سطحية... اعتقدت أن الحياة تسير وفق حدود تفكيرنا... كنت سعيدة بسذاجتي.
لم أدخل في علاقة حب من قبل، لقد كانت صداقة فقط، صداقة بين شاب وفتاة... علاقة صداقة مسمومة بين فتاة لم تعرف الحب من قبل، وشاب خرج مؤخرًا من علاقة حب لم يُكتب لها أن تستمر.
استمرت صداقتنا لسنوات... كنت أحس ببعض المسؤولية تجاهه، كنت أريد أن أحميه من نفسه... كنا قريبين جدًّا، للحظة اعتقدت أنه واقع في حبي، وتجاهلت الأمر... واستمررنا في محادثاتنا ولقاءاتنا بين الحين والآخر.
لكنني فقدت الأمان حين بدأ يعتقد أنني وقعت بحبه، وتصرفت بغباء... حاولت جاهدة مساعدته لينسى ويتجاوز حبه الأول والأوحد.
لقد آذيت نفسي كثيرًا وأنا أحاول.
لطالما قلت لنفسي إنه ليس الحب... نحن أصدقاء فقط، لا مجال للمقارنة... نعم تأكدت... قطعًا ذلك لم يكن حبًّا... لقد كنت أُشفق عليه، ويا لها من مشاعر!
ثم حين بالغت في الاهتمام به، لأنه أخبرني بمدى أسفه على نفسه وعمره الذي أهدره في حب فتاة لم تقدره وأنه لن ينسى حبه لها... وعدته أن أساعده ليتجاوز الأمر... بأنني بجانبه... وسأدعمه مهما كان قراره... سألني: من أكون أنا بالنسبة لكِ؟ قلت له: لستَ أي شخص... أنت شخص مميز جدًّا... حينها... بالغ في إهمالي وإيذائي... حساسة جدًّا أنا...
لم أستطع تحمل ذلك... لقد كان يعني لي الكثير... مسح من ذاكرتي كل ذكرى جميلة بيننا... لم يعد صديقي... انقطع حديثنا... وأهملنا بعضنا بعضًا... وبعد مضي عدة أشهر... راسلني وسألني عن حالي؟ أجبته بأنني بخير... وانتظرت أن يفسر لي غيابه وابتعاده... انتظرت كلمة اشتقت لكِ... لقد كان يقولها لي كثيرًا... وكم كنت أفرح بذلك... لم يحصل وعبثًا انتظرت...
كنت على سجيتي أنثى... عاتبت وعلى قدر المحبة يكون العتاب، فرُفضت واجتثَّني من قراره... كنت أختنق في كل مرة كان يقتلع فيها جزءًا مني ويرسله بعيدًا عن حياته. لم يقتلعني هكذا جملة واحدة، لقد اقتلعني ذرة ذرة. شتَّتني فلم أُسعف نفسي ولم أعرف كيف أرممها... هذه هي ضريبة تحدي الفطرة، ضريبة العلاقات غير المشروعة.
هنا قررت الابتعاد إلى الأبد... والخروج من حياته... قلت له في رسالتي الأخيرة: آسفة على كل شيء... أنا لن أظهر في حياتك مجددًا... رد علي برسالة متأسفًا عن كل ما جعلني أشعر به...
قال: سامحيني على ما جعلتك تشعرين به... لم أكلمه بعد هذا ولم أقبل اعتذاره ولم أسامحه... لم يكن سهلًا ما جعلني أشعر به... «لكنني أبدًا لم أحبه» لقد اختلطت علينا مشاعر الحب والصداقة وآذينا بعضنا بعضًا كثيرًا... وانتهى كل شيء... عزائي الوحيد هو أنني كنت صادقة في محاولة مساعدته... كنت صديقة صادقة.
سبتمبر 30, 2023, 11:09 م
و كأنك تروين قصتي...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.