في عز الظهيرة وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث، حدث ما لم يخطر في البال!
حريقٌ أمام منزلنا! مشهدٌ لا يمكن أن يُنسى، وكأن هناك اتفاق قد حصل بين كواليس داخلي والطبيعة وكأنّ هذا الحدث قد دُبِّر لي! باعتقادي... كل إنسانٍ بدأ برحلة الوعي سيعتقد أن ما حدث هو رسالة له...
نارٌ مستعرةٌ لا تأبه لصيحاتٍ ولا لصرخاتٍ، نارٌ جائعةٌ تعرف فقط أنها تريد إشباع جوعها والتهام كل ما في طريقها..
بدأ قلبي بالخفقان، ورحت ألجأ لربِّ العباد راجيةً إيَّاه ألا يسمح للنيران أن تلتهم منزلي، وبإيمان أدخله الله إلى قلبي استعنتُ على تهدئة خوفي، وإحلال السكون والهدوء فيه...
هدأ الحريق بلطفٍ من الله، لكن داخلي لم يهدأ، وعرفتُ أن حياتي إن أبقيت عقلي متيقظاً في طريقها لتحولٍ كبيرٍ، ومرَّت أيام كانت صعبةً جداً، نومٌ عميقٌ يوقظ بعد حينٍ، وحدةٌ مضاعفةٌ، قلقٌ وخفقانٌ مضطربٌ شبه مستمرٍ.
لم يكُن الخوف ممَّا حدث هو السبب في هذا التخبط، إنما هو قلق اهتزاز جبال المعتقدات التي بنيت داخلي خلال سنين عمري الماضية...
أول معتقدٍ اهتزَّ عندي هو أن ما نظنُّه بديهيّ قد لا يحدث، خاصة ما يتعلق باهتمام الآخرين بنا، لقد اعتبر ما حدث عادياً، ولم أحظَ بالاهتمام الذي كنتُ أحتاجه.
لم يحدث أي شيء ممَّا يجب أن يحدث، يبدو أن ذلك أول عمودٍ قرر أن يسقط من بنائي القديم.
أعرفُ أن كثيراً من المعتقدات سوف تسقط أمامي محدثةً دويّاً، وملامح بفمٍ مشدوهٍ.. لا ذنب لما يسقط فأنا من بناه (ولا ذنب لي)، وحين حان وقت الهدم لبّى النداء وانهدم.
لمع الذهب بين الركام، كان يحتاج لنفض الغبار عنه وغزالة ما بقي عالقاً فيه من شوائبٍ ليكون لمعانه نقيّاً، وتشبع الروح من فيض نوره.
ارتقت الروح جزء خطوةٍ.. ذهلتُ.. ضحكت.. وزارني الدمع، غضبتُ وكان الغضب منظماً، لكن يحتاج إلى تثقيفٍ بمعلومات المرحلة القادمة، كل الكون شعر أن عنصراً فيه قد انتقل...
حتى أرجاء المنزل بدت أكثر وضوحاً، وعدت لعادة جميلةٍ، الشعور بطعم كل ما أتذوقه وكأنها المرة الأولى التي أتذوقها فيه.
مهلاً! يا روح روحي استمتعي بكل ما جرى لك، إياك والظن أنك لن تمري بزعزعة وعودة للظنون السابقة، حينها أرني كيف تعكسين الذهب على ركامٍ وغبارٍ ما يزال بحاجةٍ للإزالة...
ستضعفين نعم، سترتفعين وتهبطين نعم، كل ذلك صدقيني سيحدث، لا عتب عليك إلا إذا كان تعاملك مع تلك الأشياء لا يليق بجزء اللمعان الذي اكتسيته..
الكون كله سيخاطبك اليوم، سيحدثك عن أفكار آمنت بها في لحظة احتراق الحجب، فكوني تلميذة مجدة، اصغي بهدوء وعمقٍ..
افرغي كأسك.. مديه.. واستعدي لبداية الرحلة فالأمتعة قد حزمت.
ستجد أيضاً على منصَّة جوَّك
- تعرف على شروط مسابقة كتابة مقال يوم الحمض النووي
- المنتخب الإيراني بكأس العالم 2022 بقطر وأحلام كبيرة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.