خاطرة «شيرين العدوي شاعرة مبدعة».. خواطر أدبية

ليس مجاملة مني، وليس تقربًا من الشاعرة، لكنه تقدير للإبداع الذي يزحف إلى رمال الصحراء الرملية ويزودها بأمطار الخير حتى تتحول إلى جنات خضراء فيها أشجار وارفة الظلال، والأيك العالية التي تستضيف العصافير، كل هذا تراه في كلمات الشاعرة التي تذوب عشقًا في الجمال، وتحول الحروف الضالة إلى وجود آمن.

هكذا عودتنا لأنها تسقي الكلمات عطرًا قبل أن تضعها في قوالب جديدة تعبر بها عن الحلم الذي يسكن داخلها، ويحمل الأوتار ويعزف جمالًا.

مهما عبرت عن موهبة "شيرين العدوي" ستكون الكلمات قاصرة عن تقديرها؛ لأنها تفاجئنا بتعبيرات لم تكن تخطر على البال، لكنها حمَّلتها بالمتعة حتى تكون ممتعة، وغيَّرت مفهومنا عن الجمال إلى الشمولية التي قدرتها، ومن ثم أيقظت داخلنا روحًا جديدة.

إن كلماتها دقيقة مثل عقارب الساعة تشير إلى أن وقود الحياة الجميلة معاناة شاعر يحمل على كتفيه مسؤولية إيقاظ المشاعر التي استسلمت إلى الأحزان الغائرة في الأعماق، هذه الأحزان المختزنة في اللاوعي وتعذب صاحبها، حتى تخرج في قوالب جميلة، وتؤكد أن الشاعر ليس إنسانًا عاديًا، لكنه مبدع أراد أن يعيد تشكيل الحياة كما يراها ويلبسها ثوبًا مخمليًا ناعمًا.

قد ترى الشاعر منسجمًا مع الواقع أو متمردًا عليه، لكنه طاقة، تمرد على نفسه التي ترغب في الهدوء والسكون والتواري بعيدًا عن صخب الحياة، هنا تهب رياح التمرد العاتي، وتقصف كل الجبهات، حتى تحقق نضج القصيدة التي تبدأ طفلة غير مكتملة النضوج حتى يعيد الشاعر بناء عمدانها وتعبيد كل الطرق، حتى تزهر الكلمات ورودًا والحروف عطرًا، وتصرخ الحروف التي لم يقع اختيار الشاعرة عليها، وكل حرف يسابق الحرف الآخر في رحلة صناعة لوحة جميلة، لها معجم شعري خاص بها، ومن هذه المفردات ذات التأثير: الماء بوصفه موضوعًا شعريًا، تدير الشاعرة تجربتها وفق نظام من اللغة الخاصة بها، وعبر أنساق أسلوبية، وهي قادرة على طرح الجمال.

اقرأ أيضًا: إسماعيل فهد إسماعيل أبو الرواية الكويتية

الشاعرة المتألقة تحلم بوطن كل من فيه يدرك أهمية وجوده في الحياة، وليس مجرد كائن يعيش عالة على غيره من الأفراد، فهي مؤمنة بأهمية كل أبناء الوطن في صناعة مستقبل مملوء بالإنجازات غير المسبوقة، وهي ترى أن للشاعر دورًا مهمًّا في إيقاظ  كل من حوله وإعادة الثقة إليه حتى يتحرك بشموخ، ولا يهتز، عملًا بقول: يا جبل ما يهزك ريح.

من يطالع  دواوين شاعرتنا المبدعة سيرى فيها عمق الحب للوطن، وهي تقدم كل ما لديها لكي تكون كلماتها مؤثرة في الجيل الجديد حتى لا يتهاون في دوره، خصوصًا وأن البلاد تحتاج إلى تضافر كل الجهود في ظل ظروف عالمية صعبة، وهي تدق ناقوس الخطر حتى لا تموت الأماني والأحلام قبل أن تتحول إلى واقع ملموس. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة